"فورين بوليسي": "كوفيد 19" ليس جائحة.. بل "ثورة عالمية شاملة"

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

وصفتْ "فورين بوليسي" الأمريكية فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بـ"الثورة العالمية الشاملة"، موضحةً أنَّ "التاريخ لن يذكر الوباء على أنه جائحة، بل على أنه ثورة غيَّرت كل شيء". مشيرة إلى أنَّ "الأوبئة ظاهرة متكررة في تاريخ البشرية، لكن التوقف الكبير لم يحدث من قبل"، إذ للمرة الأولى لا تنجم أزمة اقتصادية عن فقدان السيطرة المُفاجئ على العمليات الاقتصادية، بل بسبب قرار جماعي بإغلاق قطاعات كبيرة من الاقتصاد في مختلف الدول.

ونقلت عن أحد مسؤولي الصحة في المملكة المتحدة، مؤخرًا، قوله "في البداية، لم يتم اتخاذ أي إجراءات تقييدية؛ لأنه لم يكن أحد يعرف أنه من الممكن، ناهيك عن سهولة ذلك، كما قال، فرض حظر على المجتمع الحديث بدون الوباء، ربما لم نكتشف ذلك أبداً"، وعلقت على ذلك بالقول: "سوف تترك أزمة "كوفيد 19" ندوبًا على وجه الاقتصاد العالمي، لكن أيضًا ستوقظ قوى جديدة وغير متوقعة".

وأوضحت المجلة أنَّ "كورونا" حطَّم النظرية الوهمية بأنَّ الوقت الاقتصادي لا يمكن إيقافه، وأن الاقتصاد كيان عضوي خارج عن السيطرة الاجتماعية، وإن كان ذلك يمكن فهمه ضمنيًّا.. فالفيروس التاجي الجديد حقق في أيام ما ناضل من أجله كل من التقدميين والقوميين، فقد تم تهميش المصالح الاقتصادية القوية، واضطرت الصناعات بأكملها إلى الإغلاق مؤقتًا، وانخفض استهلاك النفط، وتم إغلاق الحدود الوطنية، وفرض حظر التصدير.

واسترجعت "فورين بوليسي" عقارب الزمان، بتوضيحها: "في بداية الوباء في أوروبا وأمريكا الشمالية، دفع الخوف واسع النطاق من أن تتلف الحياة الاقتصادية والاجتماعية بشكل لا يمكن إصلاحه، العديد من المستهلكين لتخزين السلع الأساسية. لقد أدرك العالم أجمع أن أي صدمة خارجية عميقة تكفي لكي ينهار الاقتصاد تمامًا مثل بيت من ورق. وفي الواقع، تم تكييف وتعديل سلاسل التوريد بسرعة استثنائية. ونمت مبيعات التجارة الإلكترونية 74% على أساس سنوي في الربع الأول. وقفز الطلب على الروبوتات، خاصة في سلسلة الإمداد الغذائي".

وعقَّبت المجلة بالتأكيد على أنه "إذا استمر إبقاء العمال في المنزل أو لأنهم غير قادرين على السفر عبر الحدود بسبب الوباء، فإن الآلات التي يمكنها جمع وتوصيل الطعام ستكون حلا واضحا. وهناك العديد من الأمثلة المماثلة حيث تساعد أحدث التقنيات في الحد من الانقطاع في سلاسل التوريد". كما أبرزت المجلة تأثيرات الجائحة على أنماط الاستهلاك، وأن الإغلاق أعاد تشكيلها من جديد، فـ"تم تحويل الاستثمارات نحو القطاعات التي لا تزال تعمل بكامل طاقتها، فحوالي 35% من نفقات الطعام -أكثر من 2.5 تريليون دولار على مستوى العالم- في متناول اليد مع تحول المستهلكين إلى تناول الطعام في المنزل وتجربة قنوات شراء جديدة؛ فمثلا كانت البقالة عبر الإنترنت تمثل أقل من 5% من سوق البقالة الأمريكي، ومن المتوقع الآن أن تتجاوز هذه الحصة 10% هذا العام".

تعليق عبر الفيس بوك