"النمو في زمن التغيير".. رصد للتحولات الاقتصادية في عصر التطور الرقمي

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

يَخلُص هيون ووك كيم وضياء قريشي مُؤلِّفا كتاب "النمو في زمن التغيير" إلى أنَّ التحولات التكنولوجية القائمة على التطوُّر الرقمي حول العالم، أسفرتْ عن تغيُّر هائل في طبيعة النمو الاقتصادي، وهو ما أثَّر بدوره على معدلات الدخل للأفراد، وتدفقات الاستثمارات في مختلف الاقتصادات.

والكتاب أوَّل مشروع بحثي من جزءين يعالج القضايا والتحديات الجديدة للنمو الاقتصادي الناتج عن التغير الكبير والمستمر في منظومة الاقتصاد العالمي، مع التركيز بشكل خاص على التحول التكنولوجي، والكتاب ثمرة تعاون بين معهد بروكينجز ومعهد التنمية الكوري.

والكتاب من تأليف هيون ووك كيم وهو زميل ومدير تحليل الاقتصاد الكلي والتنبؤ في معهد التنمية الكوري وأستاذ بكلية KDI للسياسة العامة والإدارة، وعمل سابقًا في بنك كوريا المركزي وفي القطاع الخاص، وضياء قريشي وهو زميل زائر في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية في معهد بروكينجز ومستشار اقتصادي، عمل سابقًا في صندوق النقد والبنك الدوليين، منها منصب مدير بقسم اقتصاديات التنمية في البنك الدولي.

وينظر الجزء الأول من الكتاب إلى العناصر الأساسية للتغيير من منظور عالمي. ويحلل الكتاب كيف يؤثر التغير التكنولوجي، والتحولات في الاستثمار، والتحول الديموغرافي، على النمو الاقتصادي المحتمل في العالم على مجموعات محددة من الاقتصادات الكبرى. ويستشرف مؤلفا الكتاب السيناريوهات المحتملة للاقتصاد العالمي؛ حيث تقود الثورة الرقمية التغير التكنولوجي المتسارع، بما في ذلك التأثيرات على النمو، والوظائف، وتوزيع الدخل، والأرصدة التجارية، وتدفقات رأس المال. ويرى المؤلفان أن التكنولوجيا تعمل على تغيير التكوين العالمي للميزة النسبية، مشيرا إلى أنَّ أبعادا رقمية تتحكم بشكل متزايد في مسيرة العولمة، ويتمُّ تقييم آثار هذه التطورات على مستقبل القطاعات مثل التصنيع والتجارة الدولية.

في حين يتناول الجزء الثاني من الكتاب قضايا جديدة فيما يتعلق بالنمو في اقتصاد كوريا الجنوبية، باعتباره نموذجا لأحد الاقتصادات الرئيسية في العالم. وتحلل فصول هذا الجزء الثاني من الكتاب كيفية تأثير تطورات الاقتصاد الكلي والتغير التكنولوجي، على سلوك الأسر والشركات، من حيث قراراتهم للاستهلاك والادخار والاستثمار. ويوضح الكتاب أن الفجوة المتزايدة بين الدخل والثروة تمثل مصدر قلق كبيرا على مستوى العالم. وفي ظل هذه الحقيقة، يتم تحليل الاتجاهات في نصيب الفرد العامل من الدخل، وعدم المساواة في الأجور في كوريا الجنوبية، بناءً على الدور الذي تؤثر به التكنولوجيا والتركيز الصناعي والتحولات في سوق العرض والطلب، على العمالة وعلى عوامل أخرى.

وعلى مدى صفحات الكتاب، يركز المؤلفان في تحليلهما للاتجاهات والآفاق العالمية والكورية الخاصة، على إبراز آثار وانعكاسات ذلك على السياسة.

تعليق عبر الفيس بوك