طريق الخليو بالرستاق.. مردم عشوائي!

 

حُمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

قَبل أكثر من خمس سنوات، كُنت حاضرًا لاجتماع ببلدية الرستاق لمقاولي الولاية مع مدير البلدية ومسؤولي شركة "بيئة"، وتحدَّث مدير البلدية يومها عن أضرار مخلفات البناء، وعن الحلول التي أوجدتها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لتدوير مخلفات البناء، وأيضا تحدَّث عن طرق التخلص من مخلفات البناء، وتحدث عن العقوبات التي ستصدر عن المخلفات.

وتحدَّث مندوب شركة "بيئة" في عرض مرئي عن إدارة وتدوير مخلفات البناء في المرادم التابعة للشركة، والتي بنيت بأحدث المواصفات العالمية، وشرح طرق نقل المخلفات من موقع البناء وحتى المردم.

يومها خرجت بانطباع جميل عن الوزارة والشركة، وسعدت بما خرجت به من معلومات، وأيقنت أننا سوف نستثمر في هذا المجال استثمارات حقيقية تضاهي الدول المتقدمة.

وعمل أصحاب الشاحنات الثقيلة والخفيفة على نقل المخلفات إلى الموقع الذي حدَّدته لهم شركة "بيئة"، تبعا للتعليمات التي صدرت لهم من البلدية.

وفي 11 أغسطس 2015، صرح فهد الخروصي مدير التطوير العقاري، في حديث مطول لصحيفة "الوطن"، عن الإجراءات والآليات المتبعة في نقل مخلفات البناء؛ ومنها: تحديد أماكن لتجميع مخلفات البناء وتسجيل الشاحنات التي تنقل مواد البناء، وتزويدها بنظام تتبُّع لمعرفة نشاطها، وأين ترمي المخلفات، موضحا العقوبات المغلظة ضد المخالفين، غير أن العرض المرئي والتصريح الصحفي شيء، والواقع شيء آخر.

فالطريق الترابي الذي يربط قرية الخليو وحتى المنطقة الصناعية بولاية الرستاق، يعج بأطنان من مخلفات البناء كبقايا الجدران والطابوق والسيراميك، وحتى الأثاث المنزلي، ولحقت بها مخلفات ذبح الحيوانات التي تُذبح بالمنازل والحيوانات النافقة أيضا، وصار هذا الطرق مردمًا غير رسمي على مرأى ومسمع كل من شركة "بيئة" وبلدية الرستاق؛ كون الجهتين تستخدمان الطريق، وأيضا موقع الشركة قريب من الشارع.

كَم يُصيبني الإحباط حينما أشُاهد هذا المنظر المقزز، وهو يسهم في تلوث قرية الخليو، وانتشار الروائح الكريهة، وقد استحملت من قبل روائح الصرف الصحي القريبة منها.

... إنَّ مخلفات البناء لها أضرار جسيمة على البيئة وذلك لصعوبة تحللها، ولعل المواد الصلبة كالحديد والأخشاب وجدران الأسمنت والسيراميك... وغيرها من مخلفات البناء، تُشكل مخاطر عدَّة؛ منها: انتشار الحشرات والزواحف، وانتشار الروائح الكريهة المؤذية للسكان، وكذلك تشويها للمنظر العام.

ثمَّة مسؤولية كبيرة تقع على وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في إيجاد حل لهذه المشكلة.

وبتواصُل شخصي مع أصحاب الحافلات، أفادوا بأنَّ شركة "بيئة" ألزمت السائقين بنقل مخلفات البناء إلى مردم الشركة بولاية بركاء؛ وبالتالي فهم وقعوا بين أمرين؛ الأول: بُعد المسافة بين الرستاق وموقع المردم في بركاء، ثانيا: سيكون نقل المخلفات بأسعار مرتفعة، وقد يصطدمون مع الزبائن بالرفض، والبلدية تعلم ذلك.

لذا؛ نجد أنَّ قرية الخليو بولاية الرستاق هي الضحية في هذه المشكلة؛ لما تستقبله من أطنان مخلفات البناء. وعليه؛ يجب على شركة "بيئة" أنْ تفي بالتزامها، وتقوم ببناء معمل لتدوير مخلفات البناء بولاية الرستاق، بعيدا عن الأحياء السكنية، وباستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، فهي لن تعجز عن إيجاد الحلول.. عُمان نظيفة، وبالتزامنا ستبقى نظيفة.