فاطمة عبدالله خليل **
** كاتبة بحرينية
"نبارك للشعب العماني الحبيب وعموم الأمة الإسلامية بعيد الفطر السعيد أعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات".. وإننا إذ نتحدث عن الحب، فمباركة كل أقطار العالم بتلك الرحمة الربانية المتنزلة علينا عقب شهر عظيم مبارك، وفي عيد مبارك. صحيح أن عيد الفطر المبارك مناسبة إسلامية بالأساس، ولكنها من أعظم المناسبات التي تحي مشاعر الحب وتوصلنا بحقول البهجة، وعندما يحب الإنسان ويبتهج، فإنه في حقيقة الأمر يستشعر عمق اتصاله بالعالم كله وبالبشرية جمعاء.
ولأن الحب كامن فينا جميعاً فإن المناسبة توقظ هذا الشعور بعمق أكبر، ولعل من جميل ما قرأت في كتاب د. باربرة دي أنجليس المعنون بـ"خيار الحب: علاقة جديدة، مستنيرة مع نفسك ومع الآخرين" ما نصه "يعد اختيار الحب ممارسة روحية أساسية، وخدمة سامية لكوكبنا وللبشرية".
كم هو جميل أن نستشعر الحب مع الناس من حولنا، وكم هو جميل أن نشارك الكون كله بوعي وتوازن لا تغليب فيه للمصالح بين البشرية، والأجمل من ذلك أن الاتصال بحقول الحب والبهجة في تلك المناسبات تأخذ بعدها الكوني الشامل لننعم بمزيد من الخير في تلك السياقات، ولعل ذلك مما تعلمناه في ديننا الإسلامي عندما تأتي قيمة الدعوة لأخينا المسلم بظهر الغيب وتمني الخير له، ولربما تكون دعوتنا سبباً في سعادة أحدهم، ومن فيض المحبة والخير وإعلاء جميع المشاركة الشامل جاء الدعاء لعموم المسلمين في دعائنا "اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات"، دعوة شاملة تتجاوز المسافات المكانية والزمانية.
أي عظمة وأي محبةٍ تلك؟! ومن هنا تنبق الدائرة الأكثر شمولية.. البشرية جمعاء في اتصالها الجامع في كل الحقول، وفي كل المشتركات البشرية، وتأتي قيمة مشاركة تلك البهجة وتلك المحبة مع الآخرين. وعندما تلمس أثر ذلك عليك تدرك قيمة أن توصل تلك القيم وتشاركها للبشرية كافة من باب الرأفة والود، فإن كان في الحديث الشريف لفضل الصدقة على أي كان ما نصه "في كل ذي كبدٍ رطبة أجر"، فإن في كل نفس أجر البهجة والمحبة الذي نوصله إليها أو نشاركها إياه.
بالمختصر:
ليكن عيدنا جامعاً لا مفرقاً.. فليكن حبنا بشرياً إنسانياً خالصاً يتجاوز الفروقات الاجتماعية والتقسيمات السياسية والاقتصادية والعقائدية ويرقى بسمو الروح الإنسانية الجامعة، ليكون العيد أجمل وليفيض حباً ويشع بهجة.