طالب المقبالي
muqbali@gmail.com
هكذا أراد سكان محافظة الوسطى أن تكون محافظتهم خالية من الإصابات وهذا حقهم، فالوقاية خير من العلاج.
إلا أنَّ هذه المحافظة قد شهدت تسجيل حالتي إصابة لشخصين يعملان في المحافظة وهما من سكان محافظة أخرى كما قال مغردون عبر منصة التواصل الاجتماعي تويتر؛ حيث يقول عدد من المغردين إنَّ الحالتين المسجلتين في المحافظة هما لشخصين يعملان في المحافظة وليسا من أبناء المحافظة، وأكد بعض المغردين أنهما سوف ينقلان إلى محافظتهما.
وقد قامت وزارة الصحة بإدراج الإصابتين في تطبيق "ترصد" بعد ذلك وتحديداً في يوم الأربعاء السادس من مايو الجاري وضعت الوزارة الحالتين في الوضع السالب 2- وفي اليوم التالي أقدمت الوزارة على حذف حالتي الإصابة بالمرض من تطبيق ترصد.
أولاً ومن باب الشغف الكبير لدى أهالي المحافظة في أن تبقى محافظتهم خالية من الإصابات فهذا كما أسلفت سابقاً أنه من حقهم، وهذه أمنية يتمناها كل مواطن في كل محافظة أن تصل محافظته أو ولايته إلى الرقم صفر من الإصابات، سواءً سجلت إصابات من قبل أو لم تسجل.
لكن المُثير للاستغراب إقدام وزارة الصحة على شطب الحالتين وإن كانت لشخصين يعملان هناك، وليستا لشخصين من أبناء المحافظة.
والشيء بالشيء يذكر، بعد الإعلان عن غلق ولاية مطرح بمحافظة مسقط فقد قامت أعداد من العمالة الوافدة بالهرب إلى المحافظات الأخرى خوفاً من الغلق فنقلوا الوباء إلى المحافظات الأخرى في جنوب الشرقية وجنوب الباطنة وغيرهما من المحافظات. مما يعني أنَّ هذه الإصابات قدمت إلى محافظات أخرى وانتقلت لعمال يعملون في تلك المحافظات، ويتساءل مغردون، هل من حق أهالي تلك المحافظات المُطالبة بنقل العمال إلى المحافظة التي قدموا منها وشطب الحالات التي سجلت بسببهم؟
إنَّ هذا الإجراء من وزارة الصحة قد أثار ردود أفعال في تويتر ومجموعات الواتساب من خلال بعض المغردين، حيث يشكك البعض في حقيقة هذه الأرقام، والبعض الآخر يطالب مازحاً بشطب الأرقام من ولايته.
يقول أحد المغردين من محافظة الوسطى بعد حذف الحالتين تحت وسم #نطالب_بإغلاق_محافظة_الوسطى: "الحمد لله لا تزال محافظة الوسطى لم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا ولكن ما يخشاه قاطنوا هذه المحافظة المخالطة من المحافظات المجاورة حيث إن تلك المحافظات مستمرة في تسجيل الحالات، لذا فإنِّه أصبح من الضرورة إغلاق كافة مداخل المحافظة إلا للحالات الطارئة".
نعم هذا مطلب وهذه أمنية، فمحافظة جنوب الباطنة التي تأتي في المرتبة الثانية بعد مسقط في الإصابات قدمت إليها الإصابات من أماكن أخرى ولكن بقيت مسجلة باسم المحافظة.
ولو رجعنا لأسباب خلو محافظة الوسطى من الإصابات، فهي الطبيعة السكنية لسكان المحافظة، حيث المساحة شاسعة ولا يوجد زحام وكثافة سكانية، كما في مسقط والمحافظات الأخرى، كذلك بعد المسافة له عامل مما يحول دون توجه العمالة الوافدة إليها.
أما بالنسبة للوعي والتباعد المجتمعي فالغالبية ملتزم به ولكن الكثرة تغلب التحوط، وفي النهاية هذا قدر قدره الله سبحانه وتعالى وابتلاء من عنده، ولا ننكر أنَّ هناك تجاوزات واستهتار من قبل فئة قليلة من الشباب.
ونسأل الله تعالى أن تبقى محافظة الوسطى والولايات التي لم تسجل أي إصابات أن تبقى على هذا الحال، وأن يجنبها الوباء، فعُمان من أقصاها إلى أقصاها بلادنا، ولا فرق بين الشمال والجنوب والغرب والشرق.
كما نسأله تعالى أن يرفع عنَّا هذا الوباء وسائر بلاد المسلمين.
(قُل لَّن یُصِیبَنَاۤ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ) صدق الله العظيم.