د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله
لا تتوافر الآمال إلا بالطموحات، ولا تتحقَّق الطموحات إلا بالإرادة والتضحيات؛ فالشعوب الناجحة والعظيمة دائمًا تجدها حيَّة وناضجة في كل شيء تتخطَّى العقبات، وتتجاوز الصعوبات، متفهمة واقعها، ومخلصة لقيادتها، تسعى جاهدة للنهوض نحو آفاق العلو والازدهار؛ فتنكفئ على نفسها لتعالج جروحها وتبني ذاتها ليرتقي مجدها بين الأمم.
ولا شكَّ أنَّ الشعوبَ السعيدة هي التي توفَّق بقيادة صادقة وطموحة ذات رُؤية وكاريزما خارقة، تفرض هيبتها واحترامها، لتنال مكانتها العالية من خلال صفاتها المتميزة ومزاياها المتفردة، ولتسمو بشعبها عاليا نحو ذرى المجد والسؤدد؛ فترقى بهم لينالوا مكانتهم الرفيعة واحترامهم الوضاء بين الشعوب.
وعمان اليوم تُعتبر من أسعد الشعوب، وأوفرها حظًّا، بقيادتها الرائدة والحكيمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يقودها بفاعلية وكفاءة نحو تحقيق نهضة متجددة وطموحة؛ مما ينبغي للشعب العماني السعيد العريق بتاريخه الخالد، الشامخ ببطولاته المجيدة، وتحت ظل القيادة الحكيمة والموفقة -بإذن الله تعالى- أن يبذُل قصارى جهوده الصادقة للتكاتف والتعاون والعمل بجدية وإخلاص مع قيادته لخدمه وطنه والصبر قليلا لتخطي العقبات الموقتة، ولتقديم المصلحة الوطنية العامة على المصلحة الخاصة الضيقة؛ فمصلحة الوطن تستحق التضحية والتحمُّل، وهي أهم من أي مصلحة آنية أو شخصية.
وهكذا بهذه الصفات الحميدة والعمل الجاد الدؤوب المتوهِّج بالإصرار المتحفِّز تتقدم الشعوب وتتطور وتعلو بمكانتها بين الشعوب المتحضرة، بما تسجِّله من أهداف وتجنيه من منجزات لتواكب آمالها وتحقق طموحاتها في عصرٍ يمُوج بالعلم والتكنولوجيا، مزدحم بآخر صيحات التقنية وأحدث براءات الاختراع، كما لا تنهض الشعوب إلا بعقول أبنائها المجتهدين المبدعين والمبتكرين، ولا تتقدم إلا بأيدي المخلصين منهم والمتميزين بحب العمل وتعظيم الإنتاج المثري.