أفكار رياضية بصوت مسموع!

 

 

الكثير من الأفكار التي أجد أنّ الفرصة مواتية لاستحضارها عبر المعنيين بالرياضة العُمانية كل في مجاله

 

المعتصم البوسعيدي

 

عندما سقط عباس بن فرناس كانت الفكرة ما قادته لمسألة الطيران، وعندما شاهدَ ابن الهيثم انعكاس الضوء صار رائداً في علم البصريات، وعندما سقطت تفاحة نيوتن كانت الفكرة ــــــــ أيضاً ـــــــ من أوصلته إلى قانون الجاذبية، وعلى هذا فعلينا جميعاً أن نفكر فيما يدور من حولِنا علّنا بالفكرة نترك أثر.

وفي زحام الأفكار التي يمارسها العقل، تتغلل إلينا مواقف شتى من القراءة أو الأحداث التي تمر علينا مهما كان قدرها صغيراً أو كبيرا، إلا أنها تؤنّبنا بتلاشي الحدود عندما نفكر، واليوم ونحن نعيش هذا السكون العالمي أود مشاركتكم بعض الأفكار عن رياضتنا بصوتٍ مسموع.

مما استرعى انتباهي في فترة الأزمة الحالية لجائحة كورونا (كوفيد19) ومع دخول شهر رمضان توقف برامج القناة الرياضية. توقفٌ قد يكون مُبررًا لو ثمة عمل يواكب الأزمة في جانبها الرياضي أو برنامج يعيد استذكار الرياضة العُمانية بطريقة ولو بسيطة مع سلسلة إعادة المباريات والأحداث الرياضية المختلفة التي تقوم ببثها القناة، وباللهجة العُمانية الدارجة رددتُ "بعيد الشر حتى برنامج واحد"!!

أحد أهم الأسئلة المطروحة في الجانب الرياضي اليوم تتعلق بمصير الدوري العُماني بالرغم من قرار الاتحاد الحاسم منذُ بداية الأزمة، لكن هناك ـــــــ حسب اعتقادي ـــــــ سؤال أهم يتعلق بمصير الرياضة العُمانية ككل بعد الأزمة التي ألقت آثارها على الوضع الاقتصادي مع تقليص الميزانية وترشيد الإنفاق الحكومي، وما يمكن أن تحدثه في الخطط التنموية في جميع المجالات والرياضة ليست بمنأى عن ذلك. فهل ثمة أفكار ورؤية للجانب الرياضي؟! وأظن أنّها فرصة للتفكير ــــــــ جدياً ـــــــــ بالاستثمار الرياضي وجعله رافداً مهم لتنويع مصادر الدخل الاقتصادي، خاصة ونحن نملك كل المقومات المحفزة للاستثمار عبر جغرافية البلد المختلفة وتنوعها البيئي.

استوقفني كثيراً برنامج على قناة "اليوتيوب" الخاصة بالإعلامي فهد التميمي وهو يطرح تساؤلا لم يجد له إجابة حتى الآن: من هو أول عُماني لعب كرة القدم؟! حديث جاء بُعيد استعراضه لحدث تاريخي معني بإقامة أول مباراة موثقة في عُمان؛ حيث كانت على متن باخرة في التاسع عشر من فبراير 1919م، في الجانب الآخر كنت قد قرأت قبل أسابيع كتاب "عُمان في دورات كأس الخليج.. الحكاية التي لم تُروَ" للإعلامي المخضرم ناصر درويش والذي استفتحه بلمحة تاريخية عن نشأة كرة القدم العُمانية، الأمر الذي قادني للتفكير حول مدى حاجتنا إلى توثيق شامل لتاريخ الرياضة العُمانية مع تضمين هذا التاريخ إحصائية كاملة ومتنوعة، علماً أننا نعيش الخمسين عام من نهضتنا الحديثة التي قادها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وهي لا شك نهضة متجددة بعهدها الجديد تستند على إرثها الخالد، وما أجمل أن يكون هذا الإرث مؤرخاً للأجيال القادمة.

هناك الكثير من الأفكار التي أجد أنّ الفرصة مواتية لاستحضارها عبر المعنيين بالرياضة العُمانية كل في مجاله، مع أهمية استقراء الوسط الرياضي ومتطلباته، وفيما يطل شبح الأزمة الاقتصادية تصبح التحديات كبيرة، والرهان صعبا، ولكن "لقد أثبت العمانيون خلال الحقبة المنصرمة أنهم يتمتعون بمستوى جيد من الوعي والثقافة والإدراك والفهم في تعاملهم مع مختلف الآراء والحوارات والنقاشات التي تنشد مصلحة هذا البلد ومصلحة أبنائه الأوفياء" قابوس بن سعيد ـــــــــ مجلس عُمان 2012م.