سعيد بن حميد الهطالي
أي دولة في العالم لكي تنهض وتتطور معرفياً وفكرياً وثقافيا واقتصادياً واجتماعياً، وتثري من صناعة مستقبل إنسانها لابد أن يكون العنصر البشري هو منتج تنميتها وصانعها ووسيلتها ومحورها ومقياسها وهدفها وغايتها وطموحها.. الذي يجب الاعتناء به عناية قصوى تتيح له الفرصة للانطلاق الفكري، باعتبار المورد البشري هو حجر الزاوية في إنجاح أي عملية تغيير، وجميع القيادات الناجحة بخصائصها وابداعاتها وممارساتها، وعملياتها، وتأثيراتها، ومهاراتها لا يمكن لها أن تعيش في معزل دون أن تدرك طبيعة البيئة التي تعمل فيها، والتعرّف على أنماط شخصية وخصائص من يعملون فيها، وتولى موردها البشري اهتمامها الأول.
من متطلبات نجاح قيادة التغيير المؤسسي نحو الإبداع والابتكار.
أرى ضمن أساسيات نجاح قيادة التغيير المؤسسي في ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار في بيئات العمل ببعض العوامل المهارية البسيطة في وصفها، والعظيمة في تأثيرها ومعناها وهي:
- امتلاك الرؤية الملهمة النزّاعة إلى السمو.
- تحديث نوع الثقافة والقيم السائدة، وإحلالها بقيم وثقافة تتلاءم مع السياسات والإجراءات المتسقة مع البيئة التنظيمية الإيجابية.
- القدرة على إلهام الموظفين وإيقاظ رغبة الحماس في داخلهم.
- امتلاك مقومات التفوق في قوة التأثير بالفعل والسلوك الجاذبين إلى الإبداع والابتكار والإنتاجية والرضا الوظيفي.
- إثارة اهتمام وتحفيز الأفراد لإنجاز الأهداف.
أهمية البحث والتطوير لدعم عملية الابتكار.
انفقت الدول المتقدمة تكلفة عالية من موازنتها العامة على البحث والتطوير لما ينتجه البحث من عوائد معرفية تحدد درجة تقدمها ورقيها، وتدعم عملية الابتكار الذي أسهم في تنمية مجتمعات تلك الدول وازدهارها، باعتباره عنصرا أساسياً في إنجاح مهامها وتحقيق أهدافها بعد أن أحسنت في توجيه استخدامات العقل البشري، وإدارة منظماتها بمداخل وأنماط إدارية وتنظيمية حديثة فنياً وسلوكياً ربطت فيها الخطط بالنتائج مما أتاح لها تغيير الأسس والمفاهيم والأساليب والطرق في مجالات صناعاتها وتطبيقاتها المختلفة التي حققت فيها الإنجازات العلمية والمعرفية والصناعية والتقنية والفنية المختلفة ليس بسبب ما تتمتع به من كفاءة إنتاجية في العمل ولا بسبب الفاعلية التنظيمية في استخدام الموارد فحسب بل بظهور المؤسسات التنظيمية الملائمة والفعالة والابتكارية التي كانت القلب النابض للابتكار الذي مهد لها سبل التقدم في كثير من المجالات.
جهود الجهات الداعمة للابتكار في السلطنة.
فما تقوم به بعض الجهات المعنية في السلطنة لدعم ثقافة الابتكار وتبنيه كمجلس البحث العلمي، ومجمع مسقط للابتكار، والصندوق العماني للتكنولوجيا، ووزارة التقنية والاتصالات بالتعاون مع بقية الجهات في القطاع العام والخاص. من جهود وطنية مبذولة لجذب الأفكار والمشاريع البناءة واستثمارها كمشاريع واعدة لتحقيق التنمية والاستدامة في القطاع التقني والتكنولوجي ورواد الأعمال وتبني المقترحات والمبادرات البناءة لتمكين البيئة البحثية المحفزة الداعمة للابتكار والنهوض بتعزيز كفاءة الاقتصاد القائم على المعرفة لهو مبتغى التوجه الوطني الذي نأمله لتعظيم القيمة المضافة للملكية الفكرية الوطنية وبراءات الاختراع.
البرنامج البحثي لفيروس كوفيد-19.
تضامناً مع الجهود الوطنية الرامية لتحقيق التنمية الصحية بالسلطنة، ولتعزيز الدعم في مكافحة فيروس كورونا أطلق مجلس البحث العلمي مبادرة جديدة هي "البرنامح البحثي لفيروس كوفيد-19"، والهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو دعم وتوجيه المشاريع البحثية قصيرة المدى للتركيز على إجراء بحوث تطبيقية ذات صلة وثيقة ومباشرة مع جائحة كوفيد-19.
وبناءً على ذلك فإن تعزيز منظومة البحث العلمي والتطوير بمختلف فروع المعرفة والابتكار التي تشمل كافة القطاعات الاستراتيجية هو ما ارتكزت عليه " الاستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير(2020-2040) لتعزيز دور البحث العلمي والتطوير في التحول لمجتمع المعرفة بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة في السلطنة، والانطلاق نحو تحقيق رؤية عمان 2040 " لتكون السلطنة في مصاف الدول المتقدمة" بإذن الله.