الاختبارات الشاملة وتتبع الحالات الجديدة.. شرطان لإعادة تشغيل الاقتصاد

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أعلنت بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك النمسا والدنمارك والنرويج، عن خطط أولية لتخفيف الإجراءات الأكثر صرامة في وقت لاحق من أبريل الجاري، من خلال السماح بإعادة فتح بعض المتاجر والمدارس، لكن الحكومات في الدول الأكثر تضرراً من "كوفيد19" مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، مترددة في التحدث بصراحة عن استراتيجيات الخروج.

وأعلن ريشي سوناك المستشار البريطاني أن "الأولوية الآن تتمثل في وقف انتشار الفيروس والوصول إلى الجانب الآخر من الذروة".

غير أنه خلف الأبواب المغلقة، حسبما نشرت صحيفة فايننشال تايمز، فقد بدأ الوزراء ومسؤولو الصحة مناقشة ما سيحدث بعد ذلك، وتركزت المناقشات حول استراتيجيات الخروج على محورين؛ الأول: كيفية إدارة إعادة فتح مرحلي وتدريجي لبعض أماكن العمل والتعليم والثقافة والترفيه، والثاني: ما نوع نظام "الاختبار والتتبع" اللازم لكشف وقمع تفشي الفيروس الجديد بمجرد أن تنحسر الموجة الأولية.

وفي جميع أنحاء أوروبا، ثمة دلائل تشير إلى أن احترام تدابير الابتعاد الاجتماعي الصارمة من قبل الغالبية العظمى من الجمهور أدى إلى انخفاض كبير في انتقال الفيروس.

وقال باتريك فالانس كبير العلماء في المملكة المتحدة، إن دلائل واضحة على توقف تسجيل حالات جديدة. لكنه أضاف: "أتوقع أن تستمر الوفيات في الارتفاع لمدة أسبوعين".

وكان على المسؤولين البريطانيين أن يبتكروا بسرعة حلولا لتقليل المشقة أثناء الإغلاق، لكنهم يعرفون أيضًا أن المزيد من الشركات معرضة للإفلاس بعد فترة أطول من استمرار الحظر. ونتيجة لذلك، يفكر الوزراء بجدية في كيفية ووقت رفع القيود، حتى لو لم يكن هناك نظام اختبار وتتبع مثالي.

ويقول أحد الوزراء إن التركيز كان على ثلاثة وسائل خروج محتملة بناءً على "السكان والقطاعات والجغرافيا". وقد يكون أحد الخيارات يتمثل في السماح للشباب بتصدر المشهد، ربما بدءًا بإعادة فتح المدارس، ثم العودة إلى العمل للشباب الذين يقل احتمال إصابتهم بمرض خطير إذا أصيبوا".

وألمح ألوك شارما وزير الأعمال البريطاني إلى القطاعات التي يمكن أن تكون في طليعة النهضة الاقتصادية، عندما قدم توجيهات أكثر تساهلاً بشأن قواعد المباعدة الاجتماعية، منها قطاعات البناء والتصنيع والخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة الأساسية وإدارة النفايات.

وسيرافق التخفيف النهائي للحظر في بريطانيا وأماكن أخرى نظام "اختبار وتتبع" مكثف للكشف عن تفشي الفيروس الجديد والقضاء عليه، بمجرد انتهاء الموجة الأولي. وتدرس العديد من الحكومات عن كثب تجربة كوريا الجنوبية، التي أنشأت نظام اختبار مكثف لمراقبة الإصابات الجديدة.

وبالنسبة للعديد من العلماء، فإن مفتاح إنهاء عمليات الإغلاق يتمثل في الاختبار الشامل لعدوى "كوفيد-19".

وحدد بول رومر الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، خطة للاختبار الشامل في الولايات المتحدة يعتقد أنها ستسمح بإعادة فتح جزء كبير من الاقتصاد.

ومع ذلك، يتطلب هذا اختبار كل شخص مرة كل 14 يومًا- أو 22 مليون اختبار يوميًا- وهو إجراء ضخم من حيث المختبرات والمواد الكيميائية والعاملين الصحيين وتحليل البيانات. وفي المملكة المتحدة، قدم عالم الأوبئة جوليان بيتو اقتراحًا مشابهًا وهو اختبارات أسبوعية، تصل إلى 10 ملايين اختبار في اليوم.

تعليق عبر الفيس بوك