الجامعات البريطانية تتكبد خسائر فادحة مع انسحاب الطلاب المبتعثين

ترجمة - رنا عبدالحكيم

ذَكَر تقريرٌ لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية أنَّ بعض الجامعات في المملكة المتحدة تتوقع أن تفقد أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني خسائر؛ بسبب انسحاب الطلاب المبتعثين من دولهم وإلغاء دراستهم؛ وذلك وسط تحذيرات من أن تأثير الفيروس التاجي سيكون "مثل أمواج تسونامي تضرب القطاع".

وتخطِّط العديد من المنظمات الآن لتخفيض عدد الطلاب الأجانب بنسبة 80-100% هذا العام. ودعا القطاع الحكومة إلى ضخٍّ نقدي يصل إلى مليارات الجنيهات لمساعدتها على تجاوز الأزمة؛ حيث يعاني القطاع من انخفاض أعداد الطلاب الدوليين، وفقدان الدخل الخاص بالإقامة والمؤتمرات.

وتُعدُّ الجامعات بالفعل دورات تدريبية عبر الإنترنت لبداية العام المقبل، لكنَّ الأكاديميين قلقون من التأثير على طلاب السنة الأولى الجدد في الحياة الجامعية. واقترضت العديد من المؤسسات مؤخرًا مبالغ كبيرة للدفع مقابل كليات جديدة جذابة، غالبًا ما تكون مُصمَّمة لجذب الطلاب الأجانب. ويأتي ذلك إلى جانب انخفاض أعداد الطلاب في سن الجامعة في المملكة المتحدة وعدم اليقين السابق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال أندرو كونورز رئيس التعليم العالي في مجموعة لويدز المصرفية: "إنَّ الأزمة مثل تسونامي الذي يضرب هذا القطاع". وأضاف "في حين أن الأثر المباشر الذي نراه في هذا القطاع أبطأ، فإن التأثير الكلي لـ"كوفيد 19" قد يكون أعمق وأطول".

وفي مدونة لمعهد سياسة التعليم العالي (Hepi)، وضع هذا المنشور: "تقوم العديد من المؤسسات بوضع نماذج لتخفيضات تتراوح بين 80% و100% في أعداد الطلاب الدوليين. وتتوقع كل جامعة تحدثنا عنها أن تتأثر، ومن المتوقع أن تكون الخسائر في الدخل بالنسبة للبعض أكبر من 100 مليون جنيه استرليني. وهذا قبل أن تأخذ في الاعتبار أن فقدان الطلاب الجدد له تأثير متعدد السنوات".

واقترحت الجامعات البريطانية سلسلة من الإجراءات للحكومة لمضاعفة تمويل الأبحاث وتقديم قروض طارئة للمؤسسات المتعثرة، إضافة إلى وضع حد لعدد الطلاب الجامعيين الذين يمكن للعديد من المؤسسات توظيفهم في 2020-21.

وحذر نيك هيلمان مدير معهد سياسة التعليم العالي، من أن الجامعات لديها خيارات محدودة فقط لخفض تكاليفها. وقال: "هناك أشياء يمكنهم القيام بها للتخفيف من الأثر، مثل القيام بكل ما في وسعهم لضمان استمرار الطلاب الدوليين في التقدم، وإيقاف تطوير عقاراتهم مؤقتًا، وإجراء بحث أقل، والنظر في موظفيهم وإقناع طلاب السنة النهائية في المنزل بالبقاء على قيد الجامعات للدراسات العليا. لكن البعض كانوا يواجهون صعوبات مالية حتى قبل الأزمة الحالية".

وأضاف: "إذا انخفضت أعداد الطلاب الدوليين كثيرًا، فستكون لدينا مشكلة كبيرة. ولا يزال بإمكان الأشخاص الذين لديهم الكثير من الطلاب الدوليين ملء أماكنهم بالطلاب المنزليين (الذين يدفعون رسومًا أقل)، ولكن هذا لن يقضي على جذور المشكلة العميقة".

تعليق عبر الفيس بوك