نوعان من الاختبارات للكشف عن "كورونا" في جسمك.. تعرف عليهما

ترجمة- رنا عبدالحكيم

تقود ألمانيا وكوريا الجنوبية الطريق نحو إجراء اختبارات فيروس كورونا على نطاق واسع، لكن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تخلفتا عن ذلك الركب، وكلما زاد التأخير، زادت فترة عدم اليقين بشأن مستوى تهديد الفيروس، ومع نمو الطلب للتشخيص، فإننا ننظر إلى التقنيات المتاحة وإمكاناتها وحدودها.

لكن ما هي اختبارات عدوى الفيروس التاجي؟

بحسب ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، هناك نوعان رئيسيان من الاختبارات؛ الأول: اختبار المُستَضَد، ويكشف عن وجود أو غياب فيروس تاجي جديد في الجسم، والذي يسبب مرض كوفيد-19. أما الاختبار الثاني، فهو اختبار الأجسام المضادة، وذلك النوع يبحث عن علامات إصابة شخص ما في الماضي بالبحث عن استجابة مناعية، عبر الأجسام المضادة.

ومنذ أن نشر العلماء الصينيون في منتصف يناير الشفرة الوراثية الكاملة للفيروس- المعروفة رسميًا باسم Sars-CoV-2- تمكنت المختبرات في أي مكان في العالم من استخدام اختبار المُستضدات لتحديد جيناتها في عينات من المرضى. واستخدموا إجراءً يسمى تفاعل البوليميراز المتسلسل (أو ما يعرف باسم بي سي آر PCR) وهو ممارسة قياسية في المختبرات منذ 30 عامًا.

ويمكن أن تأتي عينات PCR من عدة مواقع مختلفة في المريض، أبسطها مسحة الأنف، أو الجزء الخلفي من الحلق. وبالنسبة للمرضى المنومين في المستشفى، قد توفر عينة من الجهاز التنفسي السفلي نتائج أفضل. ويكشف اختبار المستضد عما إذا كان شخص ما مصابًا بالعدوى الحالية، وبالتالي يمكنه أن ينقل العدوى إلى الآخرين. وفي المقابل، تعمل اختبارات الأجسام المضادة على عينات الدم للكشف عن المناعة التي تمنحها العدوى السابقة.

وتقول إليانور رايلي أستاذة علم المناعة بجامعة إدنبره البريطانية إن مجموعات الاختبار تستخدم بروتينات الفيروس باعتبارها "غراء" لاصطياد الأجسام المضادة الموجودة في الدم. ويجب أن يوفر وخز الإصبع الدم الكافي للكشف عن نوعين من الأجسام المضادة ضد Sars-CoV-2. النوع الأول، الأجسام المضادة IgM، قصيرة العمر والتي قد تشير إلى أن الفيروس لا يزال موجودًا داخل جسم المريض. وعادة ما تختفي بعد أسبوعين من الإصابة. وفي مكانها يظهر نوع ثانٍ يبقى لفترة أطول، وهي الأجسام المضادة IgG. ولا أحد يعرف حتى الآن إلى متى ستستمر هذه الأجسام المضادة وتوفر مقاومة لمنع العدوى مرة ثانية، فأي احتمال من بضعة أشهر إلى بضع سنوات يبدو قائما.

وتولي الحكومات- بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا- اختبارات الأجسام المضادة الأولوية، لأنها تسهم بصورة رئيسية في إبلاغ الأفراد عما إذا كان بإمكانهم العودة إلى الاختلاط بأمان في المجتمع دون المرور أو التقاط العدوى.

وبمجرد تطويرها، يجب أن تعطي اختبارات الأجسام المضادة نتائج أسرع من اختبارات PCR التقليدية، وتستغرق اختبارات الأجسام المضادة بضع دقائق بدلاً من بضع ساعات كما هو حاصل مع البي سي آر، على الرغم من أن مجموعات المستضدات الأسرع بكثير قيد التطوير الآن.

من يقوم بإجراء الاختبار؟

عندما بدأت السلطات الصحية تدرك أن تفشي الفيروس التاجي قد يشكل تهديدًا عالميًا، بدأت في تطوير اختبارات بالمعامل الحكومية والتي تملك بالفعل خبرة واسعة في استخدام تقنية PCR للتشخيص.

تقليديا، يتم تشخيص المستضد في الغالب في القطاع العام، مع الشركات الخاصة التي توفر مكونات الاختبار مثل الكواشف الكيميائية ومسحات لعينات المرضى، وبعضها شابه نقص في المعروض. لكن خلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك تعبئة ضخمة لموارد القطاع الخاص؛ حيث تتسابق الشركات في جميع أنحاء العالم لدخول سوق تتوسع بسرعة، وتطرح مجموعات PCR الآلية التي تعالج العينات بسرعة أكبر بكثير من المختبرات التقليدية.

لكن اختبارات الأجسام المضادة تستغرق وقتًا أطول للتطور لأنه يجب إنشاؤها من الصفر. إذ يتعين الحصول على دم المريض، والعثور على الأجسام المضادة في ذلك الدم (وهي جزيئات أصغر من الفيروس)، وإنشاء جسم مضاد قابل للتكاثر في المختبر، ثم إنشاء اختبار كاشف سيتفاعل في وجود ذلك الجسم المضاد.

هنا برزت الشركات الصينية في محاولة لزيادة المعروض من كلا النوعين من الاختبارات. ومن بين 202 شركة حول العالم تنتج مجموعات اختبار كوفيد-19 التجارية، فإن 92 شركة قادمة من الصين، حيث بؤورة تفشي الفيروس، ما أدى إلى ازدهار قطاع التكنولوجيا الطبية المبتكرة.

ما مدى سرعة تنفيذ الاختبارات؟

يتم تنفيذ الاختبارات بشكل غير متساوٍ، وليس بالسرعة الكافية في العديد من البلدان. وعلى الرغم من عدم وجود قاعدة بيانات مركزية رسمية، فقد جمعت مؤسسة فايند "Find" البيانات التي تشير إلى أنه تم إجراء اختبارات تراكمية لأكثر من 4.9 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بحلول 29 مارس. لكن هذا الرقم يستثني الصين لأن المؤسسة البحثية لم تتمكن من الحصول سوى على بيانات موثوقة لمقاطعة صينية واحدة.

ما مدى موثوقية الاختبارات؟

اختبار PCR دقيق للغاية عندما يتم إجراؤه بعناية من قبل فنيين ذوي خبرة في مختبر مجهز تجهيزًا جيدًا. لكن في بعض الأحيان تتسبب أخطاء الاختبار في مشاكل عند جمع عينات المرضى ومعالجتها. بالنسبة للفيروسات الأخرى، يتم قبول نتائج سلبية كاذبة بنسبة 10% على نطاق واسع، ويمكن أن تصل إلى 30%.

ولن تكون دقة وموثوقية اختبارات الأجسام المضادة الجديدة معروفة إلا بعد التحقق من صحتها واكتساب الفنيين المزيد من الخبرة التشغيلية.

تعليق عبر الفيس بوك