د. مجدي العفيفي
(1)
لماذا لا نُمارس ثقافة الأسئلة، فالسؤال نصف الجواب، والجواب ينجب سؤالا؟.
هذه الثقافة يدعو إليها كاتب هذه السطور، ولا ينفك يُقاتل من أجل تحققها ما استطاع إلى ذلك سبيلا..
كفانا ثقافة التلقين التي تحول الناس إلى مجرد شرائط تسجيل«كاسيت» ثم تجرهم جر القطيع أو أشد ..!.
إثارة الأسئلة المسكوت عنها.. مطلب ضروري! وكسر القشرة الصلدة التي تمور تحتها الأشياء مورا حاجة ماسة في زمن الانكشاف وعصر الانتقال السريع من عالم الغيب إلى عالم الشهادة.
(2)
لماذا لا تزال الغطرسة والصلف والغرور سمات مُستمرة لدى الذين يتوهمون أنهم يقودون العالم؟ انظروا إلى نوعية الحوار أو قل الصراع الدائر، إنه ينحصر بين أمريكا والصين في أزمة كورونا، وكأن العالم ليس فيه إلا هاتان الدولتان .. إنها القطبية المقيتة.. لن يفيقوا إلا بـ (الاستبدال الإلهي) الذي يذهبهم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز..!!.
(3)
لا.. لن يتغير العالم بعد انتهاء أزمة كورونا.. الدول التي تسمي نفسها كذبا وغطرسة بـ«القوى العظمي» ستزداد توحشا ولن تفيق.. ستمتص خيرات الشعوب المغلوب على أمرها.. واهمون جدا هؤلاء الذين يتوقعون سيناريوهات الإفاقة بعد الأزمة العالمية.. !.
(4)
ثمة إجماع في العالم على أن (الأزمة الكورونية) ستنتهي بعد أسبوعين (أول أبريل )... ؟؟ ( ألف ألف علامة استفهام.)..!!! هذا يحتاج وقفة متأنية في أطروحة قريبة قادمة.
(5)
حالياً أهم شخصية في أمريكا. د أنطوني فوشي، أخصائي مناعة، عضو المعهد الوطني للصحة، عمره 79 عاماً هو من يقدم لنا نصائح بلا مبالغة أو تهويل. لاحظوا وجهه ثم يده عندما قال «ترامب الدولة العميقة في وزارة الخارجية الأمريكية» (أدعوكم إلى مشاهدة الفيديو في كوكب الميديا).
ولأن الشيء بالشيء يذكر.. أقول: هلا ننصت إلى صوت د.عصام حجي (العالم في وكالة ناسا الأمريكية) :«فيروس كورونا والكوارث الطبيعية التي نمر بها لن تكون نهاية العالم بل يجب أن تكون نهاية الاستهزاء بالعلم والمعرفة في عالمنا العربي وبدأ صفحة جديدة نحول فيها الإنفاق على الأسلحة إلى الإنفاق على المعرفة، فلا نصرة لجاهل في معركة» ..«إن الاهتمام بالعلم والأبحاث والدراسات العلمية هو الطريق الصحيح للمستقبل.. الأسلحة للدمار ولا تجزي نفعًا في مثل هذا الهجوم الكاسح..ولكن (وعلى قلوب أقفالها) ..."
(6)
دول قارة أفريقيا خاصة في نصفها الجنوبي التي اتهمها الغرب والغربيون - المغرضون منهم والأسوياء - بأنها مصدر الأمراض عموما في العالم الأبيض (!) أين هي من فيروس كورونا ؟ لاشيء..!. تبت يدا كل من اتهمهم.. !!
(7)
ألا تلاحظون أن قائمة المصادر الرئيسية المعلنة حتى الآن لفيروس كورونا وأماكن وبؤر انتشاره بكثرة وبشكل متسارع، تخلو منها دولنا العربية والإسلامية(!!) مجرد ملاحظة.. ليت السفهاء يخرصون ولا يتهمون دولنا وأمتنا العربية والإسلامية بتفاهاتهم السياسية التي تودي بهم في داهية كورونا.. أليس كذلك؟.
(8)
أكثر رؤساء العالم كلاما - ولا أقول ثرثرة - هو الرئيس الأمريكي ترامب على طريقة ( يكاد المريب أن يقول خذوني) في كل مرة يؤكد للعالم وهو لا يدري: الوباء العالمي أمريكي! فيروس كورونا أمريكي! الكارثة أمريكية ! هل هذا الوقت هو وقت توجيه الاتهامات في الحرب الكلامية بين أمريكا والصين بسبب فيروس كورونا؟.
(9)
كل كلام يلقيه هؤلاء الساسة (إياهم) في عيون العالم يثير السخرية، أليس من الأفضل أن يسكتوا ويكفوا عن حركاتهم البهلوانية، الآن صوت العلم والعلماء الذي تجاهلته السياسة وبدلا من السعي إلى المصل واللقاح كانت الهرولة إلى السلاح النووي..
(10)
أتشارك مع المفكر الدكتور (أيمن تعيلب) في تساؤلات متماسة عن كورونا والعالم.. خطاب المرض وخطاب الأيديولوجيات..
كيف استطاع فيروس كورونا الضعيف جدا أن يخرج كل هذه الثعابين من جحورها؟ ويدخل كل هؤلاء الجبابرة الكذابين في أوكارهم؟
لماذا كل هذا الاعتراك الدموي المؤسف بين الشعوب على أرض الواقع على الرغم من ضعفهم الإنساني المشترك، وكثرة المناداة إلى الحوار الإنسانى والتعايش السلمي بين الشعوب؟ ألم يوحدنا المرض لأنه حقيقة إنسانية بعيدا عن الاحتراب السياسي الدموي؟ أليس جميعنا سواء أما المرض لأنه حق لا كذب فيه؟ فأين الآن إرهاب المسلم وتعصب المسيحي أمام حقيقة فيروس كورونا العالمي؟
يا أهل الغرب ومفكري الغرب هل كان العالم العربي مشتركا في صنع الإرهاب السياسي والنووي العالمي فعلا كما اتهمتوه سراً وعلانية؟ أم كان الإرهاب صنعة عالمية بامتياز؟ لماذا سكت الإعلام العالمي والمحلي معا وهما إخوان على سرر متقابلين من فيروس كورونا وعلاقة داعش العالمية به؟ كم صدعونا ليل نهار أنَّ المسلمين وحدهم هم المسؤولون عن خراب العالم.
ألم يثبت فيروس كورونا العالمي أن البشر كانوا دوما في حاجة مستمرة إلى بعضهم البعض أكثر من احتياجهم للعداوة والبغضاء، فهل سمعنا في حالة المرض تصور الآخر عدوا افتراضيا بناه بوهمه وخوفه وهلعه، ثم نقل عدوه الافتراضي من عالم الإدراك والتصور إلى أرض الواقع ليكون عدوا تاريخيا حقيقيا رغما عنه ليدفع عنه مآسي سوء الظن، وارتباك الإدراك، وأغاليط الصورة، واشتباهات وشبهات الوعي بالآخر؟!.
هل أفاق سماسرة السلاح النووي من الأمريكان والروس وشعوبهم أن مايوحد البشرية أكبر بكثير مما يفرقهم؟ خصوصا بعد انتقال الصراع الدولي الثنائي القطبية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية لتتركز القوة الباطشة في يد نظام دولي أحادي القطبية تقوده الولايات المتحدة وحدها بما نقل المجتمع الدولي « كما يقول عالم الاجتماع الألماني(إيرليش بيك) من مجتمع الأمن النسبي إلى ما يسمى « مجتمع المخاطر Risk society «أي مجتمع التلوث وجنون البقر، والبذور المسرطنة، والإرهاب والإبادات الجماعية والتصفيات العرقية الدولية، وتعاظم نفوذ الإمبريالية الصهيونية، والاستنساخ والتلاعب بالمصير الإنساني لأول مرة في تاريخ البشرية؟!.
،،،،،،،،
( من 11 إلى مليون)
هل نتأمل قليلاً قول الله تعالى الذي يذل من يشاء :
} حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{ (يونس: 24)