"كورونا" سيموت!

علي بن بدر البوسعيدي

"تفاءلوا بالخير تجدوه".. مثل عميق ومتعدد الدلالات؛ إذ يجب على الإنسان أن يكون دوماً متفائلاً، برغم ما يواجهه من مخاطر، مثل خطر فيروس كورونا الذي انتشر في العالم بشكل كبير بعد أن بدأ من الصين وانتشر فيها نظراً للكثافة السكانية؛ لكن الأخطر أنّ الفيروس يتميز بقدرته على سرعة الانتقال من شخص لآخر، ولذلك وجدنا انتشارا واسعا للفيروس في أوروبا وتحديدا في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، والآن هو آخذ في التفشي بالولايات المتحدة.

هذا الخطر الداهم لاقى العناية والاهتمام والمتابعة من مختلف مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- والذي أصدر أوامره السامية بتشكيل لجنة عليا للتعامل مع تطورات الفيروس، وقد برهنت هذه اللجنة منذ اجتماعها الأول على وحتى آخر اجتماعاتها أمس، أنّها تتخذ الإجراءات المناسبة والملائمة للتعامل مع التطورات المختلفة للفيروس، وفق أسس رصينة ورؤية حكيمة، دون تهوين أو تهويل مبالغ فيه.

ومن ضمن هذه القرارات إغلاق المراكز التجارية والمقاهي ودور السينما والمقاهي وأماكن الشيشة والمساجد التي أصبح يرفع فيها الآذان فقط، مع منع إقامة الأفراح والأتراح، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى تجهيز أماكن لحجر المصابين والقادمين من الخارج وعزلهم لمدة أسبوعين منعاً لتفشي المرض وانتشاره في حال وجود إصابة.

لكن للأسف الشديد هناك من لا يلتزم بالتعليمات الصحية الصادرة من اللجنة العليا، وهو ما تسبب في إصابة عدد من الأفراد بالفيروس، ونحمد الله أنّ الإصابات في بلادنا لا تزال تحت السيطرة، لكن علينا أن نستعد للأسوأ، ومن هنا يجب على الجميع التقيد بإجراءات العزل والتباعد الاجتماعي، وغيرها من الإجراءات الاحترازية.

وهنا نود أن نسجل كلمة شكر وتقدير وعرفان لجميع العاملين في المؤسسات الصحية، لما يقدمونه من تضحيات في استقبال وعلاج المرضى، حيث إنهم جميعا عرضة للإصابة نظرًا لاختلاطهم المباشر مع المرضى والمصابين، ولذلك نأمل من الجهات المعنية أن تتم مكافأة هذه الفئات الطبية والطواقم المساعدة نظير ما يقومون به من عمل وطني لا يقدر بثمن.

ولذلك، ندعو الجميع إلى العمل من أجل الوطن، واتخاذ كافة الاحتياطات الاحترازية والإجراءات الوقائية التي تحث عليها وزارة الصحة والجهات المعنية، من أجل سلامتنا الشخصية وسلامة من نختلط بهم، وأن نكون عونا لحكومتنا الرشيدة على تنفيذ خطتها لمكافحة هذا الفيروس الخطير، ومن هنا ووفق قناعتي الشخصية، فإنّ هذا الفيروس سيموت قريبا، وسيتلاشى خطره، إذا ما التزمنا بالإجراءات.

والله نسأل أن يحفظ عمان وأبناءها من كل شر تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأن يحفظ جميع العمانيين، وأن يرفع الله الوباء عن العالم أجمع.