"فايننشال تايمز": الزلازل تضرب الاقتصادات الخليجية بسبب "كورونا" و"حرب النفط"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

مِثْل الحكومات في جميع أنحاء العالم، تُغلِق دول الخليج قطاعات من اقتصادها في مُحاولة حاسمة لاحتواء انتشار الفيروس التاجي؛ حيثْ أوقفت المملكة العربية السعودية مُعظم وسائل النقل المحلية والدولية، وأغلقت معظم المحلات باستثناء محلات السوبر ماركت والصيدليات. وحثَّت الإمارات العربية المتحدة السُّكان على البقاء في منازلهم، وتوقف سفر الركاب جوًّا باستثناء رحلات الإجلاء الطارئة.

ووِفْق تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإنَّ الخليج المُنتِج للنفط لا يتعامل فقط مع الانعكاسات الاقتصادية لتفشي مرض "كوفيد 19". فبالتوازي مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس التاجي، تعرَّضت المنطقة لحرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا التي أدَّت لانهيار أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها في 17 عامًا.

وقال جون سفاكياناكيس خبير خليجي في جامعة كامبريدج: "يمكن أن تواجه اقتصاداتهم واحدة من أخطر  اختباراتهم على الإطلاق". وأضاف: "صدمة أسعار النفط هي أنباء سيئة لدول الخليج حيث سيتم اختبار الوسادة المالية".

وأعلنت السعودية، الأسبوع الماضي، أنَّها ستخفض إنفاق الميزانية بنسبة 5% في الوقت الذي تواجه فيه انخفاض أسعار النفط والفيروس التاجي. هذه الخطوة تعيد صدور قرار خفض الإنفاق بعد انهيار أسعار النفط في 2014-2015، بما في ذلك تعليق المدفوعات التي تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات للمقاولين.

وقال مسؤول تنفيذي في شركة سعودية: "لماذا بدأت الدولة حرب أسعار النفط؟ من الأفضل أن تكون هناك بطاقة رابحة لا أحد يعرف عنها. الآن نتساءل عما إذا كان سيتم تنفيذ أي من المشاريع. وأضاف: "يجب أن نكون جميعًا مستعدين لتقليل المصاريف؛ سنقوم جميعًا بتقليص الحجم؛ لأنني لا أعتقد أن عملاءنا سيكونون قادرين على الدفع".

وأعلنت دول الخليج بسرعة حزم التحفيز الضخمة في محاولة لتهدئة الأعصاب. فبعد أن كشفت المملكة العربية السعودية، يوم الجمعة، عن حزمة بقيمة 32 مليار دولار لمساعدة الشركات، قال محمد الجدعان وزير المالية في المملكة: إنَّ البلاد مستعدة لمضاعفة مستويات الديون، وأصرت على أن المقاولين سيحصلون على أموال.

وقام البنك المركزي الإماراتي بزيادة حزمة دعمه إلى 34 مليار دولار، والتي تشمل السماح للبنوك بتقديم إعفاء للعملاء من الشركات والتجزئة من الفوائد والتسديدات الرئيسية. ويُمكن أن يتردَّد صدى الانكماش الحاد في الخليج إلى ما هو أبعد من المنطقة؛ حيث يشكل الأجانب الجزء الأكبر من القوى العاملة في القطاع الخاص، خاصة في مجال الخدمات والبناء.

وبينَما تفكِّر اليابان في تأجيل الأولمبياد الصيفية، فإنَّ جدوى استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 -التي تأمل أن تجذب 25 مليون زائر من أكتوبر- لا تزال موضع تساؤل. وفي إشارة إلى الإجراءات القوية التي اتخذتها دولة الإمارات لاحتواء الفيروس، قال منظمو المعرض أنهم سيقومون في الأسابيع المقبلة بـ"إعادة تقييم وتعديل الاستعدادات المخططة" للمعرض التجاري.

تعليق عبر الفيس بوك