300 ألف مصاب و13 ألف وفاة حتى الآن

لقاح "كورونا".. مَن يفوز بكعكة إنقاذ العالم من الفيروس المفترس؟

 

< "فافيبيرافير" الياباني أنقذ الصين من ورطة "كورونا"

< فرنسا تسابق الزمن باستخدام "بلاكنيل"

< ترامب يستعجل الإعلان عن لكلوروكين

< 20 لقاحًا تعمل الكثير من الدول على تطويرها

 

الرؤية - مُحمد البرمي

تَتَسابق العديدُ من الدول لتطوير لقاحات لعلاج فيروس كورونا، الذي تحول إلى وباء ضرب العالم، وتخطى عدد الإصابات 300 ألف، ووصل عدد المتوفين 13 ألف حالة قابلين للزيادة يوميًّا، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإنَّ ما يقرُب من 20 لقاحًا تعمَل الكثير من الدول على تطويرها، وبعضها وصل إلى مرحلة الاختبار على البشر، بعد أن اجتاز التجارب على الحيوان؛ حيث تجرى عمليات اختبار مدى كفاءته وتأثيره على البشر فضلا عن مدى سلامة استخدامه بالنسبة لهم.

فرغم ما يحدُث في العالم من مآسٍ وخسائر بشرية واقتصادية فادحة، إلا أنَّ الكثير من الدول تنظر إلى "لقاح" أو علاجات كورونا على أنها "تورتة" كبيرة ستمنحها دفعة اقتصادية هائلة تسهم في الحد من الخسائر التي تعرض العالم بأسره لها، جراء توقف الطيران وحركة التجارة العالمية والنقل والكثير من النشاطات.

 

الصين.. مهد كورونا

الصين، والتي كانت مهدًا للفيروس وانتقل منها إلى بقية دول العالم، أعلنت أنها بصدد اعتماد عقار "فافيبيرافير" الياباني بعد أنْ أظهر فعالية سريرية جيدة ضد المرض الناجم عن كورونا المستجد (كوفيد-19)، على أن يتم البدء باستخدامه في أقرب فرصة.

ووفقًا لما ذكرته وسائل إعلام صينية، أكملتْ الصين البحث السريري لدواء "فافيبيرافير"، وهو عقار مضاد للفيروسات، أظهر فاعلية سريرية جيدة ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وفي اليابان، قال تشانج شين مين مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا، إن عقار فافيبيرافير الذي يعد دواء إنفلونزا، تم اعتماده للاستخدام السريري في اليابان في العام 2014، لم يظهر أي ردود فعل سلبية واضحة في التجربة السريرية.

وشارك أكثر من 80 مريضا في التجربة السريرية في مستشفى الشعب الثالث في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين؛ بما في ذلك 35 مريضا تعاطوا فافيبيرافير و45 مريضا في مجموعة لم تتعاطاه، وأظهرت النتائج أنَّ من تلقوا العلاج أصبحوا سلبيين للفيروس في وقت أقصر مقارنة مع المرضى في المجموعة الثانية.

وقال تشانج إنه تم التوصية بـ"فافيبيرافير" لفرق العلاج الطبي، ويجب إدراجه في خطة التشخيص والعلاج لـ"كوفيد 19" في أسرع وقت ممكن، مضيفًا أن إدارة المنتجات الطبية الصينية وافقت على شركة أدوية صينية لإنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض.

 

فرنسا... "سافوني" ينقذ الموقف

فرنسا التي تُعاني هي الأخرى من غزو كورونا، وجدت ضالتها على ما يبدو لدى شركة "سافوني"، فأكدت المجموعة الفرنسية المختصة في الصناعات الدوائية "سانوفي" استعدادها لتوفير ملايين الجرعات من "بلاكنيل"، الدواء المضاد للملاريا، الذي أظهر نتائج "واعدة" في معالجة المرضى بفيروس كورونا.

وتُواصل مجموعة "سانوفي" الدوائية الفرنسية تجاربها على مصابين بفيروس كورونا باستعمال دواء "بلاكنيل"، المضادّ للملاريا، مؤكدة أنّها مستعدة لأن تقدّم للسلطات الفرنسية ملايين الجرعات منه، بعدما برهن عن نتائج "واعدة" في معالجة مرضى بالفيروس، مشيرة إلى أنَّ هذه الكميّة كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل.

و"بلاكنيل" عقار مكوَّن من جزيئات "هيدروكسي كلوروكين"، ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل. وقال البروفسور ديدييه راوول مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا -في أول الأسبوع الجاري- إنَّه أجرى تجربة سريرية أظهرت أنَّ هذا العقار يمكن أن يُسهم في القضاء على فيروس كورونا المستجدّ.

وبحسب الدراسة التي أجراها البروفسور راوول على 24 مريضاً بفيروس كورونا، فقد اختفى الفيروس من أجسام ثلاثة أرباع هؤلاء بعد ستّة أيام على بدء تناولهم العقار.

 

أمريكا.. ترامب يسابق الزمن

من جانبه، أكَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنَّ الكلوروكوين أحد أقدم وأشهر الأدوية المضادة للملاريا، حصل على الموافقة في الولايات المتحدة كعلاج من فيروس كورونا، وهو عقار موجود منذ عقود، لكن لم يعد يُنصح به في معظم أنحاء إفريقيا لأن الطفيليات المسببة للملاريا طورت مقاومة ضده.

وأصدرتْ بعض الدول لوائح للحد من استخدام الدواء، لكن استخدامه لا يزال شائعاً في الدول التي لديها أسواق أدوية نشطة في القطاع الخاص؛ حيث يباع على نطاق واسع.

وأكد ترامب -في بيانه الصحفي اليومي عن آخر الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا المستجد- أنَّ الكلوروكوين حصل على الموافقة كعلاج للفيروس من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الهيئة المسؤولة عن ترخيص الأدوية في أمريكا. وقال: "سنكون قادرين على إتاحة هذا الدواء على الفور تقريباً، فلقد كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية رائعة. أتموا مراحل الموافقة - لقد تمت الموافقة عليه".

لكن، وللتوضيح، تمَّت الموافقة على الكلوروكين كعلاج للملاريا والتهاب المفاصل. وكانت إدارة الأغذية والأدوية واضحة في القول بأن هذا لا ينطبق على علاج الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19. وقالت الإدارة: "لا توجد علاجات أو أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج كوفيد 19 أو الوقاية منه".

إلا أنَّ إدارة الغذاء والدواء قالت إنَّ الدراسات مستمرة لتحديد ما إذا كان الكلوروكين يملك فاعلية في علاج فيروس كورونا المستجد. وأضافت أنها تلقت تعليمات من ترامب لإجراء تجارب سريرية لتقصي تأثير الدواء.

تعليق عبر الفيس بوك