مع توقف حركة الطيران

"كورونا" يشل حركة سيارات الأجرة.. ومعدل تشغيل "أو تاكسي" يهبط 40%

< الهوتي: نسعى لاستغلال الأزمة إيجابيا بتطوير خدماتنا

< البلوشي: توقف الطيران أثر بالسلب.. ومَن يحتاج الخدمة يتواصل إلكترونيا

< المقبالي: تطبيقات الإنترنت الأقل تضررًا.. ونركز على أبحاث تخدم توجهات الشركة

 

الرؤية - مريم البادية

يعدُّ قطاع المواصلات أحد أبرز القطاعات المتضرِّرة من تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، الذي يواصل انتشاره حول العالم؛ حيث حذَّرت هيئة دولية من أن قطاع النقل الجوي الذي يعدُّ العامل الرئيسي لإنتعاش المواصلات قد يتكبد خسائر تصل إلى 113 مليار دولار في العائدات.

وقال يوسف الهوتي مدير مشاريع شركة الابتكار للتقنية المعلوماتية، والتي تدير "تاكسي مرحبا": إنَّ الضرر أصبح يطال الكل؛ فجميع المواصلات مرتبطة بالسياحة، وكذلك قطاع الطيران الذي تقلصت نسبة الإشغال فيه اليوم إلى 5% فقط؛ حيث إنَّ فيروس كورونا أتى على الكل، فأصبح الجميع متضررا. وأضاف الهوتي: نحن في "مرحبا" متضررون، ولكن  في الجانب الآخر هناك أمر إيجابي من ذلك، وهو أن أصبحت لدينا فرصة أكبر لتطوير خدمتنا للاستعداد للمشاركة في "إكسبو دبي" القادم، وإصلاح الثغرات الموجودة مسبقا.

وتابع الهوتي: في مقابل، هذا الضرر نحن حريصون على سلامة طاقم العمل، فالمردود المالي أقل مقارنة بالسلامة الصحية التي يجب أن نكفلها لهم، ونوجِّه بعدم البقاء في الفنادق لفترة طويلة بحثا عن الزبائن، ومن يحتاج استخدام الخدمة يتواصل معنا إلكترونيا حتى نتوجه إليه، وعند طلب أي زبون للخدمة نحرص على توجيه موظفينا إلى استخدام مُعقِّمات الجو، وكذلك تعقيم الأيدي.. وغيرها من الإجراءات الاحترازية.

من جانبه، قال مبشر البلوشي مدير عام أجرة "مواصلات": إنَّ الأزمة أثرت على الجميع؛ سواء كان الناقل الوطني للطيران العماني والقطاعات الأخرى سواء الحيوية داخل البلد وخارجها، حيث إنَّه مطلوب من المواطنين البقاء في بيوتهم، وأن يقللوا من التجمعات التي يكثر فيها الناس وبالتالي يزيد انتشار احتمالية العدوى. وأضاف البلوشي أن الطيران العماني قام بتوقيف عدد من الرحلات حتى إشعار آخر لبعض الدول والتي كان آخرها أمس، ونحن كأجرة "مواصلات" في المطار تأثرنا بهذا الحدث، والذي كان يعتمد كثيرا على الزائرين للسلطنة.

وذكر البلوشي أن خدمة "مواصلات" بشكل عام أوقفت عددًا من الرحلات التي كانت تقدمها إلى الجامعات والكليات والمدارس، بحُكم تعليق الدراسة في هذه الجهات، ولكن رواتب الموظفين مستمرة، وفيما يخص "التكاسي الخاصة بمواصلات" فهي ملك شخصي لأصاحبها، ونحن من جهتنا ندير العملية فقط.

وقال حارث المقبالي مدير عام شركة "أو تاكسي": إنَّ المستفيد الأكبر من هذه الأزمة هو التطبيقات المرتبطة بالإنترنت؛ وبالمقابل تضررنا نحن، فقد هبط معدل الرحلات لدينا إلى 40%، حيث إنه بعد إيقاف الرحلات الجوية، وكذلك إيقاف الفعاليات والمناشط في القطاعين الحكومي والخاص قلَّ استخدام الخدمة، ولكننا في الجانب الآخر نحاول استغلال هذه الأزمة في التخطيط لأفكار غير آنية، وإشغال الموظفين فيها كالتركيز على أبحاث تخدم توجهات الشركة، والتي سنُفصح عنها في الشهور المقبلة. وذكر الحارثي أنَّ الشركة قامت بشراء مُعقِّمات لاستخدام اليومي لموظفيها، ويأمل أن تعُود الحياة إلى نصابها حتى تستطيع الشركة العودة إلى ما كانت عليه.

وأبدى عددٌ من السائقين قلقهم تجاه ما يخلفه هذا الوباء، خصوصا على قطاع النقل والآثار المترتبة عليه، فقال السائق حمد بن سعيد العلوي: بعد توقف الكثير من المناشط الحيوية في البلد والتي كان أبرزها الرحلات الجوية، تأثرنا كثيرا بذلك، وقلت أعداد الزبائن المستخدمين للتاكسي، ولكن وضعي أفضل من غيري بكثير وذلك لاعتمادي على عمل آخر أترزق منه. وذكر العلوي أنَّ لديه وعيا كبيرا بالإرشادات التي تصدر عن وزارة الصحة، كما أنه يستخدم عددًا من الإجراءات عند دخول أي زبون لمركبته؛ مثل إعطائه معقم، كما أنه يستخدم المعقم لوضعه على أجزاء السيارة التي يستخدمها الزبون مثل الأبواب، وذلك كإجراء احترازي، فهذه المركبة يستخدمها لأفراد عائلته أيضا؛ لذا فهو مُدرك لأهميته استخدام هذه التدابير قبل وبعد دخول الزبائن إلى المركبة.

وقال محمد بن ناصر السعيدي: كنت أعمل كسائق تاكسي لنقل الضيوف غير العمانيين القادمين إلى السلطنة للمراكز التجارية والأماكن السياحية...وغيرها، وتأثرت كثيرا بهذه الوباء. وأضاف: هذا هو اليوم الثالث الذي لم أجد أي زبون لنقله في هذه الأماكن، فكيف سأتحمل باقي الأيام وأنا دون وظيفة حتى زوال هذا الوباء.

وفي الجانب الآخر، هناك بعض السائقين الذين لا يملكون الوعي الكافي تجاه هذا الفيروس؛ حيث يقول السائق (ي.م): لم تردنا توجيهات من الجهات المختصة بمدى أهمية استخدام التدابير الوقائية كاستخدام المعقمات والكمامات أثناء العمل، ويؤكد على قلة الاستخدام لمركبته في هذه الفترة. ويذكر أنه من المتضررين بذلك، ولكن الذي ساعده على الصمود أمام هذه الأزمة التي تطال العالم هو عمله في وظيفة أخرى بالتزامن مع استخدام التاكسي في أوقات الفراغ.

تعليق عبر الفيس بوك