"QNB": العزوف عن المخاطرة يحمل تأثيرات متباينة للدولار

الرؤية – خاص

 

توقع التقرير الأسبوعي لمجموعة بنك قطر الوطني "QNB" أن تتواصل بيئة العزوف عن المخاطر على مدار النصف الأول من العام الجاري، ولو بطريقة أكثر اعتدالًا، لكن من المتوقع أن يتراجع الاتجاه الحالي لعملات الملاذ الآمن للاقتصادات المتقدمة مقابل الدولار الأمريكي، خاصة مع تغير الوضع الفني لسعر الصرف واستيعاب أسواق الدخل الثابت لانخفاض عوائد الدولار الأمريكي. وذكر التقرير أن تداعيات الانتشار العالمي لـفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أسهمت في تغير مؤثر ومفاجئ في معنويات المخاطر، من تفاؤل كبير إلى خوف منذ بداية عام 2020.

وتاريخياً، كانت مشاعر الخوف لدى المستثمرين تجعلهم يميلون إلى تفضيل الأصول الآمنة، مثل الأوراق السيادية عالية الجودة، والمعادن الثمينة، وعملات البلدان المستقرة والغنية. في حين أنّ الموجة الأخيرة من العزوف عن المخاطرة أدت في الغالب إلى ردود فعل تقليدية متوقعة في شكل إقبال على شراء فئات الأصول المختلفة، كما أن انخفاض قيمة الدولار مؤخراً تشكل استثناءً لما يمكن توقعه في العادة، حيث إنّ الدولار الأمريكي، كعملة كلاسيكية آمنة، ترتفع قيمته عادة عندما يواجه المستثمرون حالات طوارئ عالمية. لكن ما حدث هذه المرة يبدو مختلفاً.

وبالنظر في العوامل التي كانت تقود تحركات الدولار الأمريكي، فقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 5% تقريبا في الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد فترة من الارتفاع، غير أنّ التراجع في قيمة العملة كان بالفعل أكثر من كافٍ لوضع مؤشر الدولار الأمريكي للعام في المنطقة السلبية. وتعدّ هذه الحركة غير عادية بالنظر إلى الارتباط الإيجابي بشكل عام بين التقلبات أو مشاعر الخوف ومؤشر الدولار.

وتتحدد حركات الدولار الأمريكي بالعديد من التيارات المتقاطعة ذات الصلة بالشعور بالمخاطر وأوضاع التجارة واتجاهات الاقتصاد الكلي الأخرى.

وتفسر عدة عوامل التراجع الأخير الذي طرأ على قيمة الدولار الأمريكي مقابل عملات رئيسية خاصة بالاقتصادات المتقدمة الأخرى، ومنها: أولاً، الدولار الأمريكي ليس هو عملة الملاذ الآمن الوحيدة. فهناك عملات أخرى، تحديداً الين الياباني والفرنك السويسري، شكلت على مدى التاريخ ملاذاً آمناً أو مصداً للصدمات بالنسبة لمحافظ المستثمرين العالميين. ثانياً، أدت قوة الاضطرابات التي شهدتها الأسواق مؤخراً إلى عمليات بيع واسعة النطاق أدت إلى التخلص من استثمارات طويلة الأجل قائمة على قروض بعملتي اليورو والين منخفضتي العائد. ثالثاً، تؤدي الاختلافات في حيز السياسة النقدية إلى تفاوت أساسي فيما يتعلق بالاتجاه المحتمل للهامش بين سندات الخزانة بالدولار الأمريكي والسندات الحكومية الأوروبية واليابانية.

وفيما يخص عملات الأسواق الناشئة، هناك عاملان يفسران الارتفاع الأخير في قيمة الدولار الأمريكي.

أولاً، أثرت التطورات السلبية المرتبطة بفيروس كوفيد-19 بشكل كبير على شهية المخاطرة، مما أدى إلى زيادة في تقلبات الأسعار وفي المستوى العام للضغوط في أسواق المال والسندات والأسهم. ثانياً، إن الاضطرابات في سلاسل التجارة والإمداد العالمية، وتدهور الطلب في الصين تهدد بشكل خاص المصدرين الآسيويين ومصدري السلع الأساسية.

تعليق عبر الفيس بوك