سلطاننا الملهم

 

أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله

 

منذ الوهلة الأولى عندما أطلَّ علينا عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وكل أنظار الشعب وآذانهم وعقولهم مُتوجهة نحوه، تركز على نطقه السامي وملامح شخصيته القيادية، الواثقة برسوخ قواعد دولته القوية وعراقة شعبه العظيم وأصالة تاريخه المجيد، كان مُتوجهاً إلى شعبه الوفي بكل حواسه ومشاعره يخاطب فيهم الانتماء والارتباط بثراء هذا الوطن العزيز الغالي وقداسة تربته النظيفة، يلامس مشاعرهم وأهدافهم ويزرع فيهم التفاؤل والأمل والإيجابية بأنَّ المستقبل سيكون أفضل بإذن الله تعالى رغم كل الظروف والتحديات التي ستزول وتنصهر، فمعهم وبهم ستبنى الإنجازات وستتجاوز العقبات وتتحقق الطموحات.

كان واضحاً جليًا راقيًا في حديثه، شفافًا مقدامًا صريحًا في خطابه، واضعًا أمام شعبه ما يُريده لعمان المستقبل أن تكون، وما يريد من شعبه القيام به، فقد عاهد شعبه على بذل حياته لعُمان ودعاهم لمعاهدته على الوفاء بذلك.

كانت ملامحه المهيبة تبعث الثقة والاعتزاز بعظمة شخصيته وشموخ هامته وصدق حديثه وثبات عزيمته وقوة إرادته وصلابة موقفه وإتزان سياسته ورزانة حكمته. فشخصيته الكارزمية المؤثرة جذبت كل الأنظار والاتجاهات نحوه، تنهل من نهر خبرته العميقة، وتطير في سماء أبعاده الواضحة، وتمخر في عباب بحر أفكاره النيرة، لتضيء لنا الدروب، وتُذلل لنا الصعوبات، وتُقرب لنا المسافات، وتُحقق لنا المنجزات.

استطاع أن يخاطب أفكار شعبه وعقولهم ويبعث فيهم روح التحدي والحماس والانطلاقة، وأن يؤكد لهم أن ما يمكن سيكون، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، فمن جدَّ وجد ومن زرع حصد ومن أخلص نال ومن اجتهد ظفر، وأن العمل والإخلاص والمثابرة هو ديدن الشعوب الناجحة والمتفوقة، التي توظف عقولها وتستثمر جهودها وتستغل طاقاتها فيما يفيدها وينفعها، لتعمل بالأسباب وتتجاوز المعوقات والصعاب، ويفتح لها الأبواب وتسمو بعزائمها فوق السحاب، فيبارك الله في مسعاها ويكتب لها التوفيق في مبتغاها. لذلك فعلينا أن نجتهد ونعمل بصدق وإخلاص وتفانٍ كلٌ في مجاله وموقعه وبحسب قدراته وإمكانياته، مستهدفين بذلك مصلحة وطننا الغالي عُمان كما وجهنا جلالته، فهذا هو المطلوب منِّا كشعب مؤمن ومخلص لوطنه وسلطانه. لنشمر عن سواعدنا ولنلتف حول قيادتنا ونغذي أرواحنا بالتفاؤل والأمل والإيجابية، ولنطمئن بأن هناك جهوداً تُبذل وعقولا تفكر من أجل هذا الوطن وخدمة شعبه ورفاهيته، فلا ننتظر المعجزات ولا نستمع إلى المحبطات، ولنتحلى بالإيمان والصبر والأناءة فلا نغلق، فرؤية جلالته واضحة تلامس الآمال والتطلعات، وتواكب العصر والتقنيات، وتهدف إلى الاستغلال الأمثل لكافة الموارد والطاقات، لمصلحة عُمان وشعبها.

خلاصة الأحلام والأمنيات وبعد كل هذه التجليات، ندعو الله جلَّت قدرته لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بدوام التوفيق والنجاح والسداد، نقول له بعدما شرحت رؤيتك وأوصلت رسالتك وحددت أهدافك "امض فشعبك خلفك رهن إشارتك" شد عضدك بمن تثق بهم وأختر لنفسك البطانة الصالحة والفريق المُناسب من الوزراء والمستشارين، القريبين من أفكارك وثقافتك المؤمنين برؤيتك وأهدافك المُخلصين لله ولك والوطن، الذين يخافون الله ويُراقبونه القريبين من الشعب يلامسون حاجاتهم ويستمعون لمطالبهم من غير حاجز ولا ستار، فهكذا تبنى الأوطان وتتقدم الأمم والشعوب نحو الآفاق والآمال والطموحات.

حفظ الله عُمان وشعبها وقائدها المفدى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأيده بنصره وتوفيقه.