المراسيم السلطانية.. بداية الغيث

حمود بن علي الطوقي

صدرت أمس الأول عشرة مراسيم سلطانية سامية كبداية غيث لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة؛ كما وعد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- في خطابه التاريخي الذي وجهه لشعبه الوفي، هذه المراسيم التي ينتظرها المواطن العماني ستكون بمثابة تصحيح المسار، وتوجيه البوصلة إلى أعتاب مرحلة جديدة تتسم بالجدية في تجويد بيئة العمل. فقد شدد جلالته في خطابه عندما قال: "إننا نقف اليوم بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين" هذه الإرادة والعزيمة هي ثنائية من فكر القائد الملهم ستحدد أبجديات العمل برؤية واضحة المعالم وستقلص وتضيّق الفجوة على الترهلات الإدارية وتتفجر طاقات الشباب المحب للعمل، وسيكون الشعار القادم، العمل بإخلاص نحو غد مشرق.

الغد سيكون مشرقا بإذن الله وما تحقق من إنجازات خلال الخمسة عقود الماضية الشيء الكثير، وسوف تدور العجلة لتصفية الشوائب من خلال التطبيق على حوكمة الأداء والمحاسبة كما حدد ذلك جلالته في خطابه قائلا: "إننا عازمون على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين وآليات وبرامج العمل وإعلاء قيمه ومبادئه، وتبني أحدث أساليبه، وتبسيط الإجراءات، وحوكمة الأداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة؛ لضمان المواءمة الكاملة والانسجام التام مع متطلبات رؤيتنا وأهدافها".

إذا نظرنا بتمعّن في مضمون خطاب جلالته سنلاحظ قيمة العمل الذي ينشده جلالة السلطان خلال المرحلة القادمة، وستكون قيمة العمل متحققة بتطبيق سياسة محاسبة المقصرين ومكافأة المخلصين المثابرين؛ الذين يعملون من أجل تحقيق المصلحة العامة وليس تحقيق المصلحة الخاصة باستغلال الوظيفة لتحقيق مكاسب شخصية من ورائها.

المواطن العماني يتطلع لأن يكون شريكا فاعلا في تنفيذ رؤية جلالة السلطان، ولا شك أنّه قادر على ذلك إذا تمّت محاسبة المخطئين وتنحيتهم بعد أن عاثوا في الأرض فسادا واستغلوا مناصبهم من أجل تحقيق مآربهم متناسين الأمانة التي حُمّلت لهم من أجل الإخلاص في البناء.

المرحلة القادمة ستكون أكثر اتزانا بمتطلبات تنمية المحور الاقتصادي الذي هو الشغل الشاغل بعد تنقية الجهاز الإداري وإعادة هيكلته.

لا شك أنّ جلالة السلطان ومن خلال الخبرة التي اكتسبها على مدار عقدين من الزمن لملازمته في الحضور اجتماعات مجلس الوزراء ومتابعة مناقشات ما يتم في أروقة هذا المجلس يدرك مكامن الخلل، وسيضع الحلول الكفيلة بتصحيح المسار، وكونه مهندس رؤية عمان 2040 سيضع النقاط على الحروف، ولن يتعاون في متابعة تنفيذ متطلبات هذه الرؤية التي ستقود عُمان إلى مرحلة البناء والتميز والتنوير.

المرحلة القادمة ستكون أكثر جديّة، وستعتمد على طاقات الشباب الواعد وستضع مصلحة عمان فوق كل الاعتبارات؛ لهذا فخطاب جلالته التاريخي وضّح بعناية فائقة أين ستكون وجهتنا المستقبلية.

ما ينشده جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه - أن نحافظ على المكتسبات التي تحققت على مدار العقود الخمسة ونعمل ونخلص من أجل عمان، فالمخلصون هم من سيحملون لواء العمل أما المتخاذلون والمفسدون فلن يكون لهم مكان للمسيرة المظفرة والنهضة المتحددة التي مطالبين جميعا أن نعمل بإخلاص تحت الرعاية السامية لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

أخيرا نقول سنمضي وماضون خلفك وسنكون جنودا مخلصين وسنبني معًا عمان؛ لتظل شاهقة كما أرادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيّب الله ثراه.