غياب الترويج لمعرض الكتاب

 

علي بن بدر البوسعيدي

 

معرض الكتاب هو التظاهرة الثقافية الأهم في السلطنة والتي تقام كل عام، لذا فمن الطبيعي أن يكون هناك عمل دؤوب ودقيق لإيصال الأهداف الحقيقية للمعرض وإظهار الجهود التي تبذل على مدار عام من أجل هذا الحدث، فالكتابة ونشر الثقافة لطالما كانت ركنا أساسيا في النهضة المباركة.

 

لكن مرَّ معرض الكتاب ولم يكن الأداء جيداً، لم يكن الأداء الإعلامي على المستوى المطلوب ولا تغطية الفعاليات بل وصل الأمر إلى أن بعض الفعاليات اكتشفها الصحفيون فجأة ولم يكن لديهم علم بها.. فأين الخلل؟

 

لا يُمكن أن أحمِّل أحداً مسؤولية تردي المستوى الترويجي للحدث إلا اللجنة المنظمة للمعرض والتي كانت مسؤولة بشكل كامل عن الحدث بالتالي يمكن أن نوجه عددا من الأسئلة إلى المسؤولين بها أين كنتم وما دوركم ولماذا لم نشهد الزخم المطلوب في التغطية للمعرض، وأزيد الأسئلة: أين الترويج على منصات التواصل الاجتماعي التي باتت أقرب إلى الشباب من أي شيء. فلم يتم الترويج للمعرض من خلال الإعلانات في الصحف، ولا التعريف بها للجمهور المتعطش لذلك الحدث الثقافي البارز. ولذلك كان الحضور في معظم الفعاليات ضعيفا رغم أن أسماءً لامعة في سماء الفكر والأدب كانت حاضرة.

ليس ذلك فقط بل الكثير من دور النشر خلال الدورة الحالية اشتكوا من ضعف مستوى الإقبال وتكبدوا خسائر لعدم تحقيق المبيعات المطلوبة، فمستوى الترويج لم يكن جيداً وكذلك الكتب المعروضة، بل أشار بعضهم إلى ضعف الدورة الحالية، ومن خلال زياراتي المتكررة للمعرض في إصدارين لم أجد الوضع أفضل مما قيل، أنا نفسي شعرت بالاستياء.

البعض قال إن عزوف الجماهير عن الحضور بسبب كورونا في محاولة لإلتماس الأعذار، لكن لا أعتقد أنه سبب مُقنع فالناس في الشوارع ومراكز التسوق وفي كل مكان ولا يُوجد قلق من التجمعات، والسلطنة آمنة والحمدلله، لذا فإنَّ تلك المبررات لا ألقي لها بالا حتى لو كانت دقيقة، فهل كانت سببًا في شعور دور النشر بالاستياء؟ وهل كانت سببًا في ضعف الترويج الإعلامي؟

 

إلى المسؤولين في اللجنة المنظمة لمعرض مسقط الدولي للكتاب، أقول إن المعرض من أهم التظاهرات الثقافية في بلادنا وله سمعة كبيرة على مستوى المنطقة والعالم، والكثير من الكتاب العُمانيين ينتظرون هذا الحدث لعرض أعمالهم وثمار جهودهم في الكتابة وإبداعاتهم، لذا فإنِّه يستحق المزيد من الجهد والترويج والفعاليات واستضافة شخصيات أدبية مرموقة من كل بلاد العالم وليس التعامل معه كأنه حدث عادي يحدث ويستمر لعدة أيام وينتهي الأمر.