خطاب تاريخي رسم ملامح عُمان المستقبل ولامس طموحات أبنائها

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

لقد استشعر الحدس الحسي المسؤول للوجدان الإنساني لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حالة الترقّب الشعبي التي سادت نفوس أبناء الوطن بعد انقضاء فترة الحداد العام على وفاة - أعز الرجال وأنقاهم - لسماع ما يبلل ريق حزنهم من أخبار تثلج صدورهم، وتبرد من لظى حرقة أفئدتهم، وتطمئن من خوالج نفوسهم، وتجيب عن أسئلة أفكارهم. لمعرفة مسارات للعمل للمراحل المقبلة لاستكمال ما بناه السلطان الراحل- رحمه الله- من بنيان متكامل الأركان.. فقد كان لنا ما أردنا فتوجهت الأنظار وانصرفت الأسماع إلى ما شئنا وابتغينا.. فقد جاء الخطاب السامي الثاني كالماء الذي أطفأ ما اشتعل في الأذهان، وما علق في الوجدان.

مبتدأ بعد ذكر الله وحمده والصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام بلسان الوفاء والعرفان لروح الأب المؤسس الباني لنهضة عُمان، معدداً بعض مناقب الراحل العظيم، مثمناً المشاعر النبيلة لأبناء الوطن ودعائهم الصادق، والثناء على ما بذلوه من أجل رفعة الوطن.. ثم أسهب جلالته - أعزه الله وأيّده بنصره المبين- في فرد درره الثمينة محدداً مسارات المرحلة التنموية القادمة، التي تطرّق فيها للمفردات التي تشكل خريطة واضحة المعالم لمتطلبات الرؤية المستقبلية (عُمان 2040) وأهدافها.. وفق توجهاتها الطموحة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة بمختلف مجالاتها وقطاعاتها راسمة ملامح عُمان المستقبل.. غطت على محاور، ومرتكزات، وممكنات رئيسية لرؤية (عُمان 2040) مستأنسين ببعض مما ورد في الخطاب التاريخي:

(إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها).

(الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية..).

(بإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين نقف على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمُان).

(عازمون على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة).

(تحديث منظومة التشريعات والقوانين، وآليات وبرامج العمل وإعلاء قيمه ومبادئه، وتبني أحدث أساليبه).

(تبسيط الإجراءات، وحوكمة الأداء، والنزاهة، والمساءلة، والمحاسبة؛ لضمان المواءمة الكاملة والانسجام التام مع متطلبات رؤيتنا وأهدافها).

(مراجعة أعمال الشركات الحكومية مراجعة شاملة).

(دراسة آليات صنع القرار الحكومي).

(سنحرص على توجيه مواردنا المالية التوجيه الأمثل).

(خفض المديونية، وزيادة الدخل).

(توجيه الحكومة بكافة قطاعاتها لانتهاج إدارة كفوءة وفاعلة).

(وضع تحقيق التوازن المالي وتعزيز التنويع الاقتصادي واستدامة الاقتصاد الوطني في أعلى سلم الأولويات).

(العمل على تطوير الأنظمة والقوانين ذات الصلة بالجوانب الاقتصادية).

(الاهتمام والرعاية والدعم لتطوير إطار وطني شامل للتشغيل).

(ضرورة تحسين بيئة العمل في القطاعين العام والخاص).

(مراجعة نظم التوظيف في القطاع الحكومي وتطويره).

(تبني نظم وسياسات عمل جديدة).

(أبناء عُمان الأوفياء.. إنّ الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله).

(إننا نعاهد الله عز وجل على أن نكرّس حياتنا من أجل عُمان وأبناء عُمان كي تستمر مسيرتها الظافرة، ونهضتها المباركة، فإننا لندعوكم لأن تعاهدوا الله على ذلك).

مولانا جلالة السلطان هيثم المعظم:

سنعاهدك على أن نكرّس حياتنا من أجل عُمان، وأن نكون لك "السند المتين، والناصح الأمين" كما أمرنا جلالة السلطان الراحل - طيّب الله ثراه- "معتصمين دائماً تحت قيادتكم الرشيدة بوحدة الصف، والكلمة، والهدف، والمصير، متجنبين كل أسباب الشقاق والفرقة، والتنابذ والتناحر"..

فإننا سالكون خطى دربك، ماضون خلفك، نقتفي أثر خطوك.. سائرون على نهجك.