عُمان تخلع رداء الحزن

 

طالب المقبالي

 

نعم خلعت عُمان رداء الحزن في أعلامها وإعلامها، ولكن سيبقى الحزن حبيس الصدور، فالفقد كبير والمفقود غالٍ. ولكنّ الحياة يجب أن تمضي، وعُمان مقبلة على عهد جديد؛ بطي صفحة الماضي الزاهر، واستقبال عهد زاهر جديد بإذن الله بقيادة الأمين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه. فعُمان في أمان في ظل قيادة جلالته حفظه الله.

فجلالة السلطان هيثم المعظم شخصيّة قيادية تحمل سمات الصفات السلطانية، ومن سلالة أحمد بن سعيد مؤسس هذه العائلة التي قادت عُمان بكل اقتدار، وأحبها الشعب العماني وأحبته.

ويزداد حب الشعب لهذه العائلة المباركة لما تتحلى به من حكمة وروية واقتدار لقيادة دفة سفينة العز والإباء، وقد أثبتت الأيام ثبات هذه العائلة وحكمتها في معالجة الأمور الطارئة، والتعامل معها بحكمة وخاصة بعد الخطب الكبير بوفاة المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- حين اتفقت العائلة على رأي واحد في خليفة جلالته رحمه الله، بالاتفاق على ما أوصى به جلالته رحمه الله.

فكما عهدت العائلة المالكة، وعهد الشعب العماني حكمة جلالته طيّب الله ثراه، ورؤيته الواضحة الجليّة في الشخص الذي سيتولى زمام الأمور في عمان من بعده، فبعد فتح الوصية بدأ الجميع يراجع الأحداث والمواقف من خلال المهام التي أنيطت بحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- الذي عمل في السلك الدبلوماسي لتكون لديه عين على الخارج، مُفتوحة على العلاقات العمانية الخارجية، والعين الأخرى مفتوحة على القضايا الداخلية والموروث العريق من خلال توليه حقيبة التراث الذي يعتبر الجزء المهم في مكوّنات الوطن من تاريخ وحضارة عريقة ضاربة في جذور الزمن.

وقبل هذا تولّى جلالته -حفظه الله- عدد من المناصب في وزارة الخارجية، كما تولّى مناصب رياضية في السلطنة. كما كان جلالته -حفظه الله- مبعوثاً خاصاً لجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- في عدد من المحافل الدولية.

ليس هذا فحسب وإنّما يأتي تكليف جلالته -حفظه الله ورعاه-  برئاسة رؤية عُمان 2040 لوضع قاعدة وأساس لبناء عُمان المستقبل من خلال تنفيذ هذه الرؤية التي ستحقق الرفاهية والازدهار لعمان ولشعبها بإذن الله.

وبعد انتهاء فترة الحداد كانت أنظار الشعب تتطلع إلى الكثير من الأمنيات، وتحقيق العديد من الآمال التي يتطلع إليها المواطن العماني على هذه الأرض الطيبة.

فلم يدم الانتظار طويلاً حتى جاء الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي رسم فيه جلالته ملامح المرحلة القادمة.

وقال فيه جلالته حفظه الله:

"أبناء عُمان الأوفياء.. إنّ الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات؛ سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله، واضعين نُصب أعينِنَا المصلحة العليا للوطن، مسخرين له كافة أسباب الدعم والتمكين. وإننا إذ نعاهد الله عز وجل على أن نكرّس حياتنا من أجلِ عُمان وأبناء عُمان، كي تستمر مسيرتُها الظافرة، ونهضتها المباركة؛ فإننا لندعوكم لأن تعاهدوا الله على ذلك، ونحن على يقين تام، وثقة مطلقةٍ بقدرتِكم على التعامل مع مقتضيات هذه المرحلة والمراحل التي تليها، بما يتطلبه الأمر من بصيرة نافذةٍ وحكمةٍ بالغة وإصرار راسخ وتضحيات جليلة".