الحكماني: الإشارة إلى ضرورة توظيف التقنيات المتقدمة رهان المستقبل

مسؤولون: الخطاب السامي يضع "رؤية عمان 2040" بوصلة لكافة مؤسسات الدولة

 

< البوسعيدي: مضامين خطاب جلالته حافز لبذل مزيد من الجهد والعطاء

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

ثمَّن سعادة سليم بن علي الحكماني رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى، عاليًا مَضَامين الخطاب السامي، وقال إنَّه من المهم فهم ما ركَّز عليه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في خطابه؛ ومنه أن رؤية "عمان 2040" ونظرته لإدارة البلاد تستمد قوتها من إرث جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه- لأنَّ البناءَ على ما تمَّ إنجازه يشكل أهمية بالغة لكل العمانيين والمقيمين.

وأضاف الحكماني أنَّ خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق جاءَ في مرحلة حسَّاسة، ورسم من خلاله خارطة طريق واضحة المعالم تهدف أولا لتعزيز الاهتمام بالشباب؛ باعتبارهم ثروة الأمم والمورد الذي لا ينضب، ومؤكدا أهمية دور الشباب في بناء الأمم حاضرا ومستقبلا. وما لفت انتباهي كثيرا اهتمام جلالته بالنواحي الاقتصادية لرؤية "عمان 2040"، وكذلك توجُّهات الرؤية الاجتماعية والثقافية التي تعتمد على الشباب وتحفيز البيئات المساندة؛ مثل: البحث العلمي والابتكار، ولم يغفل جلالته قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.

وأشار الحكماني إلى إدراك جلالة السلطان لأهمية الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في بناء المرحلة المقبلة؛ حتى نستطيع أنْ نبني اقتصادًا مُستداما. وقد كانت جميع النقاط التي تضمنها الخطاب غاية في الأهمية، لكن أبزرها بالنسبة لي ما أولاه صاحب الجلالة من أهمية للعمل الحكومي في المرحلة المقبلة؛ من خلال عدة تعديلات في منظومة العمل الحكومي ليكون قادرا على التعامل مع التحديات الحالية، ولتكون المنظومة رشيقة، وتتعامل بروح العصر مع كل متطلبات المرحلة المقبلة، والتي تختلف بالتأكيد عمَّا سبق؛ لذلك فإنَّ حديث جلالته عن إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتحديث منظومة التشريعات والقوانين، موضوع بالغ الأهمية. وفي مجلس الشورى؛ نُدرك إشارات جلالة السلطان في خطابه إلى أنَّ علينا جميعا القيام بواجباتنا حسب النظام الأساسي للدولة؛ خاصة فيما يتعلق بالتشريعات والقوانين والعمل الرقابي الذي أكد عليه صاحب الجلالة عندما تطرَّق إلى النزاهة والمساءلة والمحاسبة؛ وكما نعلم فإنَّ الرقابة جزءٌ من هذه المنظومة.

وأضاف الحكماني أنَّ تأكيدَ جلالته على المواءمة والانسجام مع متطلبات "رؤية 2040" أمرٌ مُهم؛ حتى نستطيع بالفعل أنْ نُحقق أهدافنا المرسومة في رؤية "عمان 2040"، مع الوضع في الاعتبار أن الرؤية تتسم بالمرونة في التعامل مع المستجدات.

وبالنسبة للنزاهة، أكَّد سعادة الحكماني أنها تعدُّ عنصرا مهما وحيويا ركز عليه صاحب الجلالة؛ وقد أعجبني تأكيد جلالته على أن عُمان دولة قانون ومؤسسات، تقوم على مبادئ الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص والعدل وحفظ كرامة الأفراد وحرياتهم، وهذه العناوين ترتقي لأن تكون موجهات لخطط عملنا في المرحلة القادمة؛ لأن دولة القانون والمؤسسات هي الدولة القادرة على المضي قدما والارتقاء بحضارتها ومكانتها، لأن القوانين والعمل المؤسسي وضمان الحرية والمساواة تضمن تكافؤ الفرص للجميع.

وأشار الحكماني إلى تأكيد جلالة السلطان على أنَّ المهمة ليست مسؤولية الحكومة فقط، بل هي مسؤولية أبناء عمان جميعا؛ لأنَّ الرؤية هي لعُمان؛ وبالتالي فإنَّ الجميع يجب أن يأخذ على عاتقه تنفيذها على كافة المستويات. كما أكَّد جلالته أنَّ العلاقات مع دول العالم ستستمر على نهج الصداقة والتعاون؛ لأن الدول التي تحتفظ بعلاقات جيدة لا شك أنها ستنال الاحترام؛ وبالتالي العلاقات الاقتصادية ستكون أكبر وأعمق، وترسخ دور عمان كمحور رئيسي في السعي لتحقيق السلام والأمن؛ ليس لها فقط لكن ليسود العالم كله.

من جانبه، قال حامد بن سلطان البوسعيدي المدير التنفيذي لمركز عمان للحوكمة والاستدامة، إنَّ للخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- وقعًا مُؤثِّرا وإيجابيًّا في نفسي، وحافزًا كبيرًا لي ولجميع الشباب، على بذل مزيد من الجهد والعطاء لما يحمله من نظره مستقبلية مشرقة فيها الكثير من الخير والنماء والاستقرار.

وأضاف البوسعيدي أنَّ الخطابَ اتَّسم بالوضوح والشفافية لاستشراف مستقبل السلطنة في جميع مجالات الحياة، والمتمعِّن في الخطاب يَعِي تمام النظرة الثاقبة والمستنيرة لجلالة السلطان؛ حيث إنَّ مضامين الخطاب جاءت لتؤكد على عدد من الجوانب الأساسية؛ منها اعتماد أهداف وإستراتيجيات رؤية عمان 2040، والتي شاركنا في صياغتها، ويبدأ تنفيذها اعتبارًا من الخطة الخمسية المقبلة، والتأكيد على أهمية الحوكمة في دفع عجلة التنمية ودورها في نجاح الرؤية، وأنها أداة ناجعة لتحسين العمل الإداري والمالي، وتبنِّي جلالته شخصيًّا لها يعد دلالة على إيمانه القاطع بأهميتها وفوائدها في المرحلة المقبلة.

ومن النقاط التي رأى البوسعيدي أنها ذات أهمية كبيرة في الخطاب السامي: التركيز على دعم الشباب وتمكينهم من قيادة دفة الاقتصاد، ومطالبتهم بأخذ زمام الأمور، ولعب دور أكبر يأتي مُتَّسقا مع الآلية التي اتُّبعت في السابق عند رسم الرؤية التي شاركت فيها فئات المجتمع كافة. وقال إنَّ الخطاب السامي يحمل في مفرداته ومعانيه الكثير من أهداف وإستراتيجيات رؤية عمان 2040؛ حيث أكد جلالته ضرورة تطوير التشريعات والقوانين، ووجود قضاء ناجع عادل يتسم بالأمانة والنزاهة، وحوكمة الجهاز الإداري للدولة الذي يتطلب إعادة هيكلته، وتأهيل قياداته، وتحسين الأداء للشركات وحوكمتها.

وأوضح البوسعيدي أن الخطاب السامي جاء ليؤكد أن الحوكمة أداة تنموية لا غنى عنها، والحاجة ملحَّة لتحسين وتطوير الجهاز الإداري للدولة، ومكافحة الفساد وتضارب المصالح، كما أنها أداة فاعلة فيما يتعلق بتعزيز سمعة ومكانة المؤسسات. كذلك أكَّد الخطاب أنَّ المساءلة والمحاسبة والعدالة والنزاهة -وجميعها من الركائز الأساسية للحوكمة- صارت أمرًا لا مفرَّ منه إن أردنا الإصلاح وتحقيق النجاح، وأدعو الله العلي القدير أن يُوفق حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- وأن يسدد خطاه ويكلل مسعاه لما فيه خير وصلاح وتقدم عمان وشعبها، وأن يديمه علينا قائدا ملهما.

تعليق عبر الفيس بوك