التنمية السياحية والتوظيف

علي بن بدر البوسعيدي

 

تزخر بلادي الحبيبة بالكثير من المقومات التي تؤهلها لتبوء الصدارة في العديد من المجالات، ويعود الفضل في ذلك لما حبا الله به أرضنا المباركة من خيرات ومواقع طبيعية وشواطئ خلابة، فضلاً عن الجهود المقدرة التي تبذلها مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة السياحة لتعزيز البنية الأساسية للقطاع السياحي، وزيادة الحوافز وعوامل الجذب لاستقطاب أكبر عدد من السياح إلى بلادنا.

والتنمية السياحية بشكل عام تستهدفها الكثير من الحكومات في الوقت الحالي، إذ إنّ قواعد الاقتصاد الجديد تعتمد على توظيف مختلف مقدرات ومقومات الدول لتحقيق النمو المأمول، والقطاع السياحي يعد أحد القطاعات البارزة في هذا السياق، ولذا نجد حكومتنا الرشيدة تنتهج من السياسات ما يساعدها على تدعيم هذا القطاع وتنميته وتطويره، وليس أدل على ذلك تخصيص شركة كبرى لتحقيق هذه التنمية المأمولة، وهي الشركة العُمانية للتنمية السياحية "عمران"، والتي تؤدي أدوارا فاعلة في تطوير القطاع وتعزيز جودة بنيته الأساسية من خلال العديد من المشاريع السياحية التي ترفد القطاع بكل ما هو جديد، وتساعد على تحسين مستوى الخدمة فيه وتعزيز تنافسيته.

وبالتوازي مع الاهتمام الحكومي بالقطاع السياحي، تأسست كلية عمان للسياحة قبل 19 عاماً، تحولت خلالها إلى منارة مضيئة في علوم السياحة والخدمات الفندقية، وخرجت أجيالا ماهرة وقادرة على العمل في مختلف الوظائف المرتبطة بالقطاع. لكن لا زلت أرى أن بعض شبابنا لا يرضى بالعمل في هذا القطاع المهم، ومن ثم يهدر فرصة كبيرة لتطوير مسيرته المهنية والوظيفية، ويساعد على عدم تحقيق بعض الأهداف المتعلقة بالقطاع، وعلى رأسها أن يكون القطاع موفرا لفرص العمل للمواطنين، وخاصة فئة الشباب من حديثي التخرج، فما الذي يمنع شابا أو فتاة من العمل في القطاع السياحي؟ إننا نحن العمانيين مشهورين بصفتي الكرم والضيافة، وإذا عمل أبناؤنا في القطاع السياحي سيكونون خير سفير لعمان أمام السياح الذين يتوافدون على بلادنا من شتى أنحاء العالم كي يتعرفوا على سحر الطبيعة الغناء. ومن هنا أدعو كل شاب وفتاة يجد في نفسه القدرة على العمل في القطاع السياحي ألا يتردد لحظة وأن يتجه نحو أي فندق أو مطعم أو متنزه سياحي ويقدم على فرص العمل المتوافرة هناك، وسيجد كل الترحيب والحفاوة في الاستقبال. كما أطالب كل أسرة وكل فرد في المجتمع، قرر أن يتوجه للسياحة الخارجية في أي دولة حول العالم، أن يبدأ أولاً ببلده ويتعرف على سياحة وطنه، وأزعم أن معظم من يسافرون للخارج لم يزوروا حتى أقرب منتجع سياحي لهم، على الرغم من أنَّ كل وسائل الترفيه والسياحة باتت متوافرة في بلادنا، وعلينا أن ننفق أموالنا في الداخل كي يستفيد منها شباب الوطن، ومؤسساته الخاصة الوطنية.

وأخيرا.. القطاع السياحي أحد القطاعات الواعدة والمستهدفة في الرؤية المستقبلية "عمان 2040"، ونحن في طريقنا لتطبيق هذه الرؤية تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لا يخالطنا شك بأن هذا القطاع سيشهد تطورات هائلة خلال السنوات المقبلة، وسيكون للسياحة العمانية شأن كبير ورفيع المستوى، ليس على مستوى منطقتنا وحسب، بل على مستوى العالم.