مستقبل مشرق وعهد جديد

 

علي بن بدر البوسعيدي

مع تولِّي حَضْرة صَاحِب الجَلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم -حفظهُ الله ورعَاه- مقاليدَ الحُكم في عُماننا الحبيبة، فإنَّ عهدًا جديدًا قد جَاء، ومستقبلًا مُشرقا ينتظرُ أبناء عُمان، ولمَ لا وهو خير خلف لخير سلف، وهو اختيارُ المغفور له -بإذن الله تعالى- جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه.

ولا يُخالِطني أي شك أبدًا بأنَّ جلالة السلطان هيثم بن طارق -أيَّده الله- سيواصل على الدَّرب القابوسي المنير، وفقَ الثوابت الوطنية التي أرساها السُّلطان الراحل -رحمه الله- وارتكازًا على المبادئ العُمانية الأصيلة التي اختطَّها جلالة السلطان قابوس، وهذه هي المدرسة القابوسية الرشيدة في الحكم، ديدنُها الحكمة وعمادها الرؤية الثاقبة، التي ستقود عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة.

ومنبع تفاؤلي هنا ما تمرَّس عليه جلالة السلطان هيثم بن طارق -نصره الله وأعزه- خلال مراحل العمل الوطني المختلفة، التي تولى فيها جلالته المسؤولية بكفاءة واقتدار، علاوة على الخبرات المتراكمة في العديد من المجالات، ولعلَّ أهمها: ترؤس جلالته الجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، وهي الرؤية التي أمر بها جلالة السلطان الراحل، وكلف بها جلالة السلطان هيثم بن طارق؛ إدراكا من السلطان قابوس بأنَّ جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقَاه الله- هو الأفضل والأجدر لكي يقوم بتلك المهمة الوطنية، التي سترسم مسار عُمان خلال العقدين المقبلين.

وعندما نُمعِن النظر في "رؤية 2040"، نجد أنها تستشرفُ المستقبل بعين ملؤها الأمل في غد أكثر إشراقا، وتمضي بخُطى متسارعة نحو مسارات أكثر تطورا للتنمية الشاملة في بلادنا، وهذه التنمية التي انطلقتْ شرارتها الأولى في العام 1970 على يد السلطان قابوس مؤسِّس عُمان الحديثة، أضاءتْ بنورها ربوعَ عُمان من أقصاها إلى أقصاها؛ فانتشرت المدارس والمستشفيات والطرق وشبكات النقل والهاتف والطاقة والمياه... وغيرها من علامات التنمية وتجلِّياتها.

لذلك؛ أهمسُ في أذن أبنائي وإخوتي من المواطنين والمواطنات، بأنْ يُحافظوا على مُكتسبات النهضة المباركة التي شيَّدها القابوس المنير، وأن يكونوا خيرَ عون وسند لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أيَّده الله بنصر من عنده- وأنْ يكونوا على العهد والوعد، جنودًا أوفياء مُخلصين لقائدهم المفدى، مُستعدين للتضحية من أجل بناء الوطن ورفعته، مُتخذين في ذلك جلالة السلطان الراحل قدوة ونبراسا لهم، فهو -رحمه الله- أفنى عمره وحياته من أجل أن تحيا عُمان في عز ورخاء، وقد تحقق لها ذلك على مدى خمسين عاما من النهضة المباركة.

فيَا أبناء عُمان البررة، واصِلوا عملكم بكل إخلاص وتفانٍ واجتهدوا، كلٌّ في مجال عمله، لكي يكون وطننا الغالي عُمان في أعلى المراتب، ويُشار إليه بالبنان في كل المحافل محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، ويكفينا فخرا ما تحقق خلال العقود الخمسة الماضية، وما برهنتهُ دول العالم من تقدير واحترام لعُمان وقائدها وشعبها.. فلنكُن على العهد والوعد، وعاشت عُمان أبية في عز ورخاء.