تساؤلات رياضية

حسين بن علي الغافري

 

يعيش النادي الكتالوني فترة صعبة هذه الأيام بنتائج لا تبدو مرضية خصوصًا بعد خسارته لقمة الجولة الماضية بالدوري المحلي بهدفين دون رد أمام الخفافيش نادي فالنسيا. برشلونة ومع أنّه حاول عدم تكرار إخفاقات العامين الماضيين مع فالفيردي والذي تمّت إقالته مطلع هذا العام إلا أنّ صورة الفريق مع مدربه كيكي ستين تقول بأنّ مرحلة التعافي قد تستغرق من الوقت الكثير. برشلونة خسر شكله المعروف بالكرة الجميلة ولازالت إدارته تطالبه بذلك مع نتائج إيجابية وهو بنظري صعب المنال. الأدوات لم تعد نفسها والأسماء لا تمتلك تلك القوة والرغبة في ذلك، كما أنّها مرحلة وانتهت وبات تكرارها بنفس النمط من المستحيلات. برشلونة اليوم بحاجة إلى أن تستوعب إدارته وجماهيره بأن لكل زمان رجال، لكل مرحلة ظروف ومتغيرات، فمن الأولى أنّ يكيف ما يملكه وفق خطة طموحة متجددة. بحاجة إلى أن يمنح مدربه الجديد الثقة الكاملة إن كان هو رجل المرحلة الذي وقع عليه الإختيار. نقول ذلك لأنّ ما عدنا نعرف ماذا يريد هذا النادي أن يصنع أو أن يحقق وكيف له ذلك؟ فهل سينجح سيتن في ترجمة نمط لعب مغايير وحديث يجعل من برشلونة الحالي يقرن المتعة بالنتائج أم أنّ الأسماء الحالية صعب أن يُطبق معها ذلك بهذه الفترة؟ شخصيا أرى بأنّ برشلونة يثقل نفسه بذاته وعليه أولاً أن يتخلص من فلسفة الاستحواذ وتغليب الاحتفاظ بالنسبة الأعلى للكرة. عليه أن يضيف ما يجعل حضوره الميداني أكثر ثقلاً وأكبر فاعلية وإن كان على حساب المتعة.

إنتر الإيطالي أكثر الأندية نشاطاً في فترة الانتقالات الشتوية. ضم عددا من الأسماء التي متوقع أن يراهن عليها الإيطالي انطونيو كونتي في الفترة القريبة ومع دخول الكالتشيو أهم مراحله في منافسة السيدة العجوز نادي يوفنتوس. هذا العام يبدو أن إنتر عازم وبقوة على تقديم صورة مغايرة عن الأعوام السابقة؛ وحتى إن تعثر في نهاية المشوار فصناعة هذه اللحمة والتجانس من أول موسم سيحسب لكونتي ذلك دون شك. الفريق فرض نفسه رقمًا صعبًا ومع انضمام آشلي يونغ خلال هذه الفترة قادما من مانشستر يونايتد وانضمام النيجيري ديفيد مويس من تشيلسي، وقرب انضمام الدنماركي اريكسن فهو يسير بخطوات متزنة مع صرف مالي معقولة للغاية، فآشلي يونغ ومويس لم يعودوا بتلك النجومية في أنديتهم، كما أنّ أريكسن متبقٍ من عقده في توتنهام أقل من نصف عام وهو رافض لفكرة التجديد، لذلك اضطر السبيرز على بيعه والاستفادة من عائد مالي قبل أن يغادر مجانًا. إنتر أضاف المتعة في كالتشيو يسيطر عليه يوفنتوس بكل قوة.. ومتجدد كل عام. حتى وأن تقدم منافسوه كروما ونابولي خطوة فهو ضاعف مسيره بخطوتين. هذا العام سيواجه صعوبة شديدة وعرشه في مرحله عاصفة بوجود فريق منضبط ومتطور كإنتر كونتي.. هي مرحلة تضاعف جمالية البطولة قبل كل شيء، ومرحلة ستدفع المنافسة إلى تقديم كرة فنية عالية المستوى. فهل إنتر اليوم جاهز لسحب سيطرة يوفنتوس من لقب الكالتشيو؟

لم يعد هناك شك في أنّ ليفربول يسير نحو لقب الدوري الإنكليزي الممتاز بسرعة صاروخية قد لا يتوقف إلا عند خط النهاية.. عجيب ما يقدمه وشراسة منافسته.. تعادل وحيد وبدون خسارة و٢٢ فوزًا في بطولة هي الأصعب عالميًا كما يقول عنها خبراء المستديرة. الريدز مختلف للغاية مع الألماني كلوب. الفريق جماعي ومباشر ومنضبط. جماعي من ناحية التوليفة المتجانسة التي أسسها المدرب خلال سنواته عمله.. ومباشر في فاعليته وجودته، فحتى مع مباريات بدا للجميع أنه سيسقط نراه ينتصر ويتجاوز الاختبارات بنجاح تام. أمّا من حيث الانضباط فكل المجموعة تؤدي أدوارها على أكمل وجه. المهاجمون تراهم أول المدافعين والدفاع جدار أسمنتي يصعب اختراقه.. وإن تمّ تجاوزه فالعرين بحراسه آمنة. لن نكيل المدح لكلوب إلا أنّ مساهمته فيما تحقق تبدو جوهرية بقوة.. صنع مجموعة محترمة ونظام عمل عالي المستوى مثلما كان قد فعل مع بروسيا دورتموند سابقًا. فهل تنتهي سنوات ليفربول العجاف مع البريمر ليغ هذا العام ويبدأ معها فصل جديد من الألقاب؟ نتوقع ذلك.