فجر السبت

علي بن خلفان الساعدي

وفي نعيم الهدوء والأمان، والناس نيام، وقبل بُزوغ شمس فجرٍ كانت عتمتُه مُختلفة عن الأيام التي عهدناها، أشاع الظلام عتمته، وهدوء الفقد حلَّ صامتًا باكيا مصدوما كاليتيم، الذي تبقَّى له أحد والديه، وظلَّ يتنفس بأمانه وحنان يُواسيه في السراء والضراء، عشقًا وحبا بكل ألوانه، وحكمة تُحيِّر القريب قبل البعيد، وكأنه على مسامع شعبه وكل العالم فاجعة قد حلت، والوقت توقف، معلنا رحيلًا ذاع خبره، وشموخ مجد بصوته وحكمته كانت تكتمل النواقص، وتُحل الخلافات والعوائق، لقد كان مردَّ كل تائه ومخاصم، رحم الله والدنا السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- باني النهضة العريقة والعصرية بحكمةٍ فذةٍ، وتاريخ عريق على مدى خمسين عاما.

وما إن أشرق فجر السبت حتى أشرقت الشمس لتكمل مسيرها، وتضيء ما اعتادت عليه ليستمر التحدي والنجاح، وتستكمل نفس المسار وتطويره، وما إن ذاع خبر الوصية التي رَنَتْ إلها أنظار الشعب الأبي والمخلص، والثقة في والدنا، حتى زاد في القلب حُب وشوق لحكمته التي جعلت الرضا والاستبشار بالوصية مع حُزن الفقد والرحيل ممتزجين معا، بالتوصية من والدنا -طيب الله ثراه- بمن سيُكمل قيادة وطننا الغالي، ذي الحكمة التي التمسها والدنا بحكمته الثاقبة في مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.. كلها زادتنا طمأنينة وهدوءً من خلال مراسم تسليم السلطة التي كانت لافتةً للأنظار؛ مما وضَّح بُعد النظرة ومدى الحكمة البعيد في والدنا -طيب الله ثراه.

وفَّق الله مولانا السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في هذا البلد الأمين والمخلص والشعب الوفي المتماسك، والثقة الكبيرة بين الشعب والقيادة، ونعاهد الله والقيادة الحكيمة أن نكون سدًّا منيعًا لهذا الوطن الغالي المعطاء، كما في النشيد الوطني: "عاهلاً ممجداً بالنفوس يفتدى".

تعليق عبر الفيس بوك