جلالة السلطان والدولة المدنية

إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي

لعلّ واحداً من أهم فصول مدرسة جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيّب الله ثراه- هو ذلك الجزء الذي جعل فيه مجالاً واسعاً للفكر والاكتشاف بل والإبحار في عالمه دون أي تصريح أو حديث أو إعلان عنه فكثيراً من مآثره- رحمه الله- يقوم ببنائها والعمل بها ونكتشف فيما بعد أن ذلك الأمر هو جزء مهم وجمالية رائعة في بناء عمان جلالته -طيّب الله ثراه-.

وعندما تقلّد زمام الأمر في الوطن في العام 1970 كان الجانب الأمني هو الأساس ومع أن البناء كان يسير متزامناً في كل شيء إلا أنّ الصفة العسكرية وكذلك الوضع الأمني للوطن كان التركيز عليه واضحاً كل الوضوح واستعان في ذلك بأبناء الوطن وصقل مهاراتهم وفتح باب العفو ووقف الأشقاء والأصدقاء الذين أعطاهم المجال المناسب والدقيق للمساعدة في هذا الجانب وبذلك كان لعمان ما تريد وخلال فترة قصيرة كانت القياسات العالمية لعمان في الجانب الأمني تتقدم على معظم دول العالم.

والحمدلله رب العالمين أنّ جلالته- طيّب الله ثراه- وبمنظوره البعيد أراد من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيّده الله- أن يسير بالوطن نحو آفاق أخرى وأن يعطي درساً آخر وبعداً لا يكون إلا للدولة الراسخة مثل عمان وأنّها ليست بتلك الدولة التي لا تقاد إلا من جنرالات الجيوش وأنّ فن قيادتها يتناسب وثقل عمان الداخلي والخارجي وأن يكون مثالاً يحتذى به من كل أقطار الكون.

ولأنّ التحدي القادم هو تحد اقتصادي فإنّ من المناسب تماماً في هذه المرحلة أن تكون القيادة بهذه الصفات وأن تكون من أهم أولويّاتها التعامل مع الجوانب الاقتصادية والإدارية وحل جانب الباحثين عن عمل تماماً كما كان عليه الوضع في 1970، لكن بشكل آخر وذلك بالاستفادة من الخبرات الوطنية ثم الوطنية ثم الوطنية والاستفادة من الخبرات العالمية وعن طريق أبنائنا وحسب، وتسخير ذلك للتحدي المقبل، وبإذن الله وتوفيقه وبعد تهيئة الفكر والسير خلف خطى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيدّه الله- سننتصر نصراً مؤزراً يكتبه التاريخ في صفحات عمان الناصعة وأن القادم لعمان أفضل وأكثر إشراقاً بإذن الله تعالى.

تعليق عبر الفيس بوك