أهلا برانكو

حسين بن علي الغافري

بعد مشوار من المفاوضات والاجتماعات، أعلن الاتحاد العماني لكرة القدم تسمية الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش مدربًا جديدًا لمنتخبنا الوطني، خلفاً للهولندي المُقال آروين كومان، الذي أخفق في تقديم شكل يرضي الجماهير العُمانية؛ فالحضور الباهت في خليجي 24 بالدوحة مقرونا بخروج مبكر من دور المجموعات بخسارة مرّة من المنتخب السعودي، وتعادل مع الأحمر البحريني الذي خدمتنا العناية الإلهية بتلك المباراة مع أفضلية للبحرين كان وراء إعفائه. أما في اللقاء الوحيد الذي انتصرنا فيه أمام الأشقاء الكويتيين، فقد قدمنا شوطا أول لافتًا وهو الأفضل لنا بالبطولة، والذي أقنع المتابعين، قبل أن تتغير الصورة في الشوط وكان الأزرق قريبا من تعديل الكفة والخروج بنقطة.. بشكل عام الفريق لم يقدم ما يُذكر وغادر مُبكرًا ليتم إقالة كومان!

مرحلة كومان انتهتْ رغم أنه قاد الأحمر خلال عام واحد فقط، قد يقول البعض إنها غير كافية من أجل بناء مجموعة جديدة قادرة على تقديم شكل مميز لمنتخبنا، إلا أنَّ ما يُلام على آروين أن قراءته للمباريات لم تكن بتلك الصورة الإيجابية وتدخلاته خلال اللقاءات ضعيفة، ودائما ما نتعرَّض لتراجع في الشكل ولربما نتصادف تعديل لكفة النتيجة بعد تقدمنا، أو حتى السقوط بالخسارة في كثير من المواجهات.. عمومًا كومان كان قد تم تعيينه بتوصية من مواطنه الراحل بيم فيربيك مدرب الأحمر قبله. الجميل أن مشوارنا في التصفيات المزدوجة لبطولة كأس العالم المقررة في دوحة الخير 2022 ونهائيات كأس آسيا في الصين، بعدها بعام تسير بطريقة طيبة.. المشوار جيد جدًا والتأهل إلى الدور الثاني قريب المنال نظرًا لوقوعنا في مجموعة تضم "العنابي القطري"، مستضيف نهائيات كأس العالم المقبلة، وهو بحاجة لضمان التواجد في نهائيات كأس آسيا فقط.. أي يكفيه مركز ثانٍ في أسوأ الأحوال، وقد ضمن ذلك حسابيًّا؛ حيث قرر الاتحاد الآسيوي سابقًا الاكتفاء بمشاركة منتخب قطر في المرحلة الثانية، ولو حصل على المركز الأول في مجموعتنا التي تضم كذلك منتخبات منغوليا والهند وأفغانستان، فسيتم استبعادُه من اللعب بالدور الثالث من التصفيات واستبداله بصاحب النقاط الأعلى من بعده "حاليًا الأحمر العُماني"، وهو ما سيحدث في حال حصل على مركز بين أفضل 4 ثوانٍ في التصفيات.

اليوم.. نبدأ مرحلة جديدة مع الكرواتي برانكو الذي سيكون أمام تحديات دسمة خلال الفترة المُقبلة.. التركيز الأكبر سيكون ضمان الوصول إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2022، ومن ثم البدء في الإعداد للمرحلة المقبلة من هذا الدور؛ فالمنتخبات التي ستتأهل مُؤكَّد أنها من العيار الثقيل الذي يحتاج تجهيزًا عاليَ المستوى. برانكو يمتلك سيرة ذاتية ممتازة فهو متخصص علميًا في العلوم الرياضية بدرجة ماجستير من بلده، وسبق أن حقق نجاحات كبيرة في المملكة العربية السعودية وإيران والصين، وحقق لقب أفضل مدرب في هذه الدول؛ ما يعني أنَّ خبرته بالكرة الآسيوية لا غُبار عليها، وهي ميزة مطلوبة في المرحلة المقبلة. نقول أهلاً برانكو الآن، ولكن أمامك عمل ليس بالسهل، والتحضير الجيد مع طاقمك الفني مطلوب بقوة، ومتابعتك لدورينا ضرورية للوقوف على الإمكانيات والأسماء التي من الممكن أن تستعين بها. هذه الفترة تتطلب التفافة مع المدرب ودعمه وبناء الثقة فيما يملك من إمكانيات وتعزيز الثقة في منتخبنا في مشواره القادم من التصفيات، وبدايته ستكون خارج الديار أمام أفغانستان نهاية مارس المقبل، وبعدها بأقل من أسبوع المواجهة مع العنابي القطري بمسقط، قبل الختام مع الهند سبتمبر المقبل.. أي أن الوقت مناسب للمتابعة المكثفة، والتركيز على العناصر المميزة في دورينا.