الخطاب الأول.. استكمال للمسيرة

علي بن بدر البوسعيدي

عندما كنت أنصت باهتمام إلى الخطاب التاريخي الأول لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتأكيدات جلالته- أيّده الله- على أنّ السياسة العامة لوطننا الحبيب ستسير وفق ما أراد لها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه، سرى في نفسي شعور وقناعة بأنّ عمان ماضية على النهج القابوسي القويم، وأنّ جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم خير خلف لخير سلف.

وفي ظل تعاظم الآمال في القيادة الحكيمة للمقام السامي واعتزام جلالته على تنفيذ رؤية عمان 2040، فإنّ عددا من المؤسسات والهيئات والوزارات في حاجة ماسة إلى تعزيز الأداء فيها وزيادة كفاءتها، من أجل أن تتمكن من مواكبة تطبيق الرؤية المستقبلية، وإلا سنواجه المزيد من التحديات.

أضرب مثالا ببعض الوزارات التي يتطلب العمل فيها تسريع الوتيرة، وتطبيق أحدث التقنيات، وخاصة الوزارات الخدمية، التي يرى الكثيرون أنّها لا تقوم بدورها على أكمل وجه، فقد يجد مواطنا نفسه مضطرا للانتظار لشهور لإنجاز معاملة أو الحصول على قطعة أرض، أو توصيل الخدمات لمنزله، ويتحمّل في ذلك المشقة والعناء من كل اتجاه.

وكذلك الحال فيما يتعلق بالاستثمارات وآليات جذبها، وإجراءات افتتاح المشاريع أو الشركات الجديدة، والتي يواجه البعض فيها تحديات عديدة، تؤخر مشروعاتهم وتكبدهم مبالغ مالية وخسائر هم في غنى عنها، إذا كانت الإجراءات سريعة ومواتية.

تحد آخر نأمل أن تجد له الحكومة الرشيدة الحلول الكفيلة بتجاوزه، وهو تحدي الباحثين عن عمل، فالآمال عريضة مع بدء عمل المركز الوطني للتشغيل، وجهود القطاع الخاص في استيعاب شبابنا من الباحثين عن عمل، وتطبيق سياسات الإحلال والتعمين، كي يضمن كل مواطن شاب على أرض هذا البلد العزيز فرصة عمل لائقة تعينه على بناء مستقبله وبناء أسرته.

إنّ العهد الجديد الذي يحمل مشاعله جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- سيكون مشرقا بإذن الله تعالى، لأنّه سيمضي على النهج السامي الذي اختطه جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه، فجلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى تخرج من المدرسة القابوسية، ولا شك سيتبع نفس السياسات الحكيمة في كل المجالات.

ويمكننا أن نقول إنّ مسيرة النهضة المباركة تبدأ مرحلة جديدة من العمل الوطني المرتكز على الأسس الجوهرية والثوابت الوطنية التي أرسى دعائمها جلالة السلطان الراحل- رحمه الله- ويستكمل مسيرتها جلالة السلطان المعظم- أيّده الله- ويستفيد منها كل مواطن يعيش على تراب الوطن الغالي.

إنّ أكف الضراعة مرفوعة إلى الله عز وجل لكي يرحم جلالة السلطان الراحل ويجعل مثواه جنات الخلد، وأن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لما فيه خير ونماء وتطور بلادنا ونهضتها بين الأمم، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.