هل تعرفون ما هو 11 يناير 2020؟

 

عائشة الشديفات

احتفل العالم بدخول سنة 2020، وكحال النَّاس كل عام تتشوق فيها الأنفس والأرواح لآمال تتحقق، وأحلام تظهر على أرض الواقع، سنة تتبدد فيها كثير من الخيبات وكثير من الأحزان ولكن ما حصل كان وقعه أشد إيلامًا وأشد قسوة على أرض وشعب خاطبهما الرسول، كان وقع الخبر في الحادي عشر من يناير على شعب عرفه العالم بدماثة الخلق وحلاوة المعشر وقع العاصفة.

بزغ فجر الحادي عشر من يناير ففجع فيه العمانيون بخبر وفاة باني أرضهم وسلطانهم، أعزَّ الرجال وأنقاهم، الذي شيّد عمان المجد والتقدم. بكاه العمانيون صغاراً وكباراً شيباً وشباباً، بكاه المواطن والوافد على حدٍ سواء، بكاه الجميع حتى سالت السماء وشاركتهم بكاءهم، فغرقت الشوارع والبيوت وفاضت الأفلاج مودعة من كان أباً وقائداً ومُعلماً ومرشدا.

"إلى أبناء الوطن العزيز في كل أرجائه.... إلى الأمتين العربية والإسلامية... وإلى العالم أجمع بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن وجليل الأسى ممزوجين بالرضا التام والتسليم المُطلق لأمر الله، ينعى ديوان البلاط السلطاني المغفور له بإذن الله تعالى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم"... هكذا استقبل العمانيون والعالم صباح الحادي عشر من يناير 2020.

اتشحت الأرض بالسواد وتجمعت الغيوم لتشاركهم حزنهم على فقيد الجميع من مواطنين ووافدين وفقيد العالم برجل عرف بالسلام والأخلاق الكريمة، تاركاً وراءه أرض سلام وشعب سلام وقد زرع لشعبه العُمانيين الأوفياء بذرة نبتت وكبرت على يديه أوقد فيه النظرة المستقبلية لإكمال مسيرته التي بدأها.. قبل أن يُغادر السلطان قابوس- طيب الله ثراه- شعبه جعل أمانتهم على عاتق سلطان يحمل صفاته وتوجهاته، سلطان تتلمذ وتعلم على يديه، وقد كان يعده لمهمة عظيمة يُحمله فيها أمانة شعبه وأرضه، يمضي على خطاه لبناء عُمان أفضل، أعده ليكمل مسيرته التي بدأها منذ 50 سنة، ورؤيته نحو "عمان 2040"، والتي تحمل الكثير من الآمال والطموحات وتتطلع لنقل عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة.

فيا أهل عُمان.. لا تجزعوا، ورحم الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور وأسكنه فسيح جناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه..

تعليق عبر الفيس بوك