شعر: الدكتور مروان بن عبد الرؤوف الجمّال
ولدت شمسًا أضائت درب من رشدوا // وغبت عنا فما غابت وتتأد
تجري الدموع وداعاً وهي تنهمر // من اجل قابوس إذ نبكي ونفتقدُ
يامجري الدمع من قابوسنا أبدًا // أما يؤوب الذي يجري بمن فقدوا
لي مهجة ملك أحبابي فما بعدوا // إلا ويتبعهم من مهجتي الكبد
هم القريبون في بعد أكابده // هم بقلبي وتحت الصخر قد رقدوا
بات قابوس فيا لهفي على جبل // بكاه مجد ويحكي ذكره البلدُ
تأبى شمائلنا إلا الوفاء لمن // أسدى إلينا نوفيه بما نجدُ
إن لم أجد في يدي إلا الدعاء لكم // رداً فليس من أستحيوا كمن جحدوا
لقد حملت جراحي وهي نازفةٌ // يخاف من دمها الأسي ويرتعد
فما وجدت لها طباً بغيركم // فردت شهماً ومثل الشمس تنفرد
تبقى المروءة بعد المرء خالدة // إرث البنين وإن آبائهم لحدوا
يا أبن الذين أضاءوا كل مقفرة // وذكرهم في الورى حياً وإن رقدوا
حزت المكارم من فعل ومن نسب // يا أبن الأصيل وسيفاً ليس ينغمدُ
تخطو الخطى لوفاق العرب في قمم // فأنت للعرب روح ضمها الجسدُ
ياهيثم المجد إن الخير إرثكم // جدود أصلك بالأمجاد ما اقتصدوا
أبقاك ربي على الأيام في نعم // وصانكم في الورى من شر من حسدوا
إني معزيك في خطب تسير له // كل الخلائق في الدنيا وتضطرد
العمر للناس آجال مقدرة // ومن زيادة عمر الراحل السند
وكل نفس لكأس الموت شاربةٌ // يفنى العباد ويبقى الواحد الأحد