عمان وسلطانها المفدى

خلفان الطوقي

 

أجزم أنَّه لا يخلو حديث في أي مكان في عُمان إلا وتجدهم يتحدثون عن مناقب المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- والتي لا تُعد ولا تحصى وأفعاله الحميدة التي كان يقوم بها في سره وجهره داخل عُمان وخارجها التي لامست بشكل أو آخر حياتنا اليومية، كما أن الجميع يذكر التحول السلس والهادي من خير سلطان رحل إلى جوار ربه، إلى خير سلطان توافق الجميع عليه في خلال سويعات قليلة، أبهرتنا وأبهرت العالم من حولنا.

واستمر رواد التواصل الاجتماعي في تبادل المقاطع والأشعار والمقالات الذاكرة لمحاسن سُلطاننا الراحل، وفي ذات الوقت داعية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم- حفظه الله ورعاه- بأن يوفقه الله ويرزقه البطانة الصالحة الأمينة التي تُراعي أولا وأخيرا مصلحة عُمان العليا وتعينه على تحمل المسؤوليات الوطنية الجسام.

ما يحدث من أحاديث ونقاشات بين النَّاس وحتى من تلقاه من المُقيمين في عُمان ومراحلها القادمة أمر صحي وطبيعي، فالجميع يرى نفسه أنه جزء أصيل من هذه التربة الطيبة، ويرى أنَّ المسؤولية عظيمة وليست سهلة أبدًا، بل مشتركة وهذا ما ذكره جلالة السُّلطان المعظم- نصره الله وأيده- في خطابه الأول الذي ألقاه بعد تأديته قسم اليمين، فطلب من كل مُواطن ومواطنة أن يتحمل الجميع جزءًا من المسؤوليات الوطنية العظيمة، فالحمل ليس بالخفيف، خاصة وأنَّ السلطان الراحل- طيب الله ثراه- بالرغم من مصارعته للمرض منذ عام ٢٠١٤م، إلا أنه لم يتوانَ ولو للحظة في التضحية لأجل الوطن والمواطن، وواصل الليل والنهار دون كلل أو ملل، وكانت قمة أولوياته ألا تمس حياة المواطن بأي سوء أو ضرر.

الجهود والأفعال الحميدة التي قام بها المغفور له بإذن الله سلطاننا الراحل على مدى نصف قرن تجعل المسؤولية عظيمة والأمانة كبيرة لسلطاننا هيثم بن طارق المُعظم، ولكن ما يُخفف علينا كعُمانيين أن رسالة سلطاننا الراحل- طيب الله ثراه- أوصت وتوسمت في سلطاننا الحالي هيثم بن طارق بن تيمور المعظم بأنَّ لديه من الصفات والقدرات ما يُعينه على تحمل هذه المسؤولية الوطنية العظيمة، فهو نعم الرجل المخضرم الذي تقلد عدة مناصب نوعية لما يُقارب 40 عاما بدءًا من الاتحاد العماني لكرة القدم ومرورا بالخارجية والتراث والثقافة والكثير الذي لا نعلمه وتتويج المناصب بأهم رؤية لمستقبل عُمان وهي رؤية 2040، وملم تمامًا بالملفات الثقيلة التي تنتظره، وما على المخلصين الأمناء من بطانته وعلينا جميعًا كمُواطنين أوفياء إلا دعمه ومساندته بكل صدق وأمانة وبتجرد تام عن المصالح الشخصية الضيقة ليتمكن بإذن الله تعالى وبالمخلصين من أبناء عُمان والمقيمين من تكملة ما تمَّ إنجازه في عُمان والبناء عليه لتستمر التنمية بشكل مُستمر ومُستدام.

أولويات سلطان عُمان لن تكون سهلة، فمنها الملف الاقتصادي المرتبط بأسعار النفط المتذبذبة، وارتفاع الدين العام، والقضية المجتمعية الأولى وهي قضية الباحثين عن عمل، بالرغم من هذه التحديات وغيرها، إلا أنَّ الجميع مستبشر خيرا عظيما ومتوسما في سلطاننا المُفدى الصفات والقدرات التي تمكنه من حسن اختيار فريقه التنفيذي الذي يعنيه على تجاوز هذه التحديات، بل والارتقاء بعُمان العظيمة وأهلها الأوفياء في كل جوانب الحياة بإذن الله.