توسمنا فيك.. "القوي الأمين"

فايزة سويلم الكلبانية

وعلى غيم السما..نبقى..ويبقى العلم..

يا دار السلطنة..اللي يدخلها سلم..

لا نخلف العهد..قسم بالله قسم..

بالحمد والشكر تدوم النعم..

قابوس أبونا..عزنا وفخرنا..

عمان تبقى رمز العطاء..

 

(1)

بالفعل أننا قد فقدنا أعزَّ الرجال وأنقاهم.. بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني ولكن "قابوس" لم يمت.. حي بيننا بأفكاره النيرة.. فالسلطان قابوس أسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المُستدامة.

تعجز الكلمات والعبارات عن تأبين سلطان عظيم وسرد مناقبه وتعداد إنجازاته، فاليوم جميعنا نرتسم خطى السلطان الراحل مؤكدين على الثوابت الوطنية، فالسلطان قابوس اختط سياسة خارجية قائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار.

"ولنا في السلطان قابوس دروس وعبر"..

حتى في لحظات الوادع يمنحنا قابوس دروس ورسائل أراد منها أن نستمد العبرة، فالسرعة والسلاسة التي جرت بها عملية انتقال السلطة وتنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم – حفظه الله ورعاه - والتي بدورها قد أبهرت الجميع، كيف لا وهي ثمرة حكمة السلطان قابوس – طيِّب الله ثراه- فقيد الوطن الراحل ونتاج توجيهاته السديدة والتي سترافقنا في كافة الميادين، بالفعل بأننا دولة قانون ومؤسسات وليس أفراد، الاستقرار أساسنا.

(2)

 واليوم نحن على الطريق ماضون، نبايع جميعنا سلطان عُمان حضرة صاحب الجلالة هيثم بن طارق بن تيمور المعظم – حفظه الله ورعاه- الذي توسم لنا فيه قابوس عُمان كل خير، وإننا على ثقة بحسن اختياره لكونه الأكثر دراية وحرصاً منِّا على استمرارية الأمن والأمان والسلام والصالح العام للشعب والوطن.

 فجلالة السلطان هيثم بن طارق تولى الحكم اليوم وهو متسلح بخبرات طويلة، ومما لاشك فيه جميعنا حكومة وشعباً نعلن له "الولاء والطاعة" ماضون على العهد والولاء عوناً وسنداً وأيادينا متكاتفة متماسكة لأجل أن تبقى عُمان شامخة حاضرة في المحافل الدولية، ومحافظين على ما بناه السلطان قابوس – طيب الله ثراه- عبر خمسين عاما من النهضة العمانية، وماضون لرؤية مستقبلية عمانية أجمل كما رسمها باني نهضتنا العمانية رحمه الله..

(3)

ومنذ اليوم الأول أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور -حفظه الله ورعاه- في خطابه الأول أننا سنبقى كما عهدنا العالم داعين ومُساهمين في حل الخلافات بالطرق السلمية، وسنبذل الجهد لإيجاد حلول مرضية للخلافات بروح من الوفاق والتفاهم، كما أننا سنُواصل مع الأشقاء الخليجيين الإسهام في دفع مسيرة التعاون، ومستمرون في دعم جامعة الدول العربية والأشقاء الزعماء، كما سنعمل على النأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات لتحقيق تكامل اقتصادي يخدم التطلعات، وستواصل عُمان دورها كعضو فاعل في الأمم المتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين، مؤكدًا على أن الأمن والأمان يتحققان في ربوع البلاد بفضل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وسندعم ونعتز بدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في ضمان منجزات ومكتسبات البلاد.

 وبكل تأكيد اليوم الأمانة المُلقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة، وينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة البلد وإعلاء شأنه والارتقاء به لحياة أفضل، مؤكدا جلالته على أن مساندة وتعاون وتضافر جهود أبناء عمان الأوفياء تساعدهم في تحقيق الغايات الوطنية العظمى، وجزى الله السلطان قابوس خير الجزاء وجعل كل ما أنجز في ميزان حسناته.

(4)

كم نحن فخورون وسعداء بما نلمسه من المكرمات والحب والتقدير من جميع الشعوب للسلطان قابوس – طيب الله ثراه- والتي تؤكد وتثبت هدفه السامي بأن ينظر لخريطة العالم ويرى جميع دول العالم تربطها علاقة صداقة بعُمان، اليوم أثبت رحمك الله للجميع أن رسالتك التي عملت بها بنشر السلام والألفة والتسامح قد تحققت.

 الجميع دون استثناء يحييك يا سيدي قابوس، وجاءنا تقديرا واحتراما لحسن صنيعك، إلى جانب أن شخصيات سياسية ورؤساء دول إقليمية ودولية ومغردين من الوطن وخارجه ضجت أصواتهم بالحديث عنك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين خبر فاجعة لنا جميعًا ونعي لفراقك وإجلالا لمحاسنك، الجميع اتجه إلى غلا ليلا ونهارا هاربا من ألم الحزن والفقد ليجد الأمان والاطمئنان بجوار قبرك الطاهر، السماء لا زالت تبكيك مولانا السلطان قابوس رحمك الله.

(5)

يقول الله تعالى في سورة "القصص":قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ"، وإنا على ثقة في أن السلطان قابوس غفر الله له اختار القوي الأمين وهذا ما نتوسمه فيك دائمًا يا جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور -حفظك الله ورعاك-.