مفيد خنسه | رئيس تحرير جريدة الثورة السورية السابق
يا أيّها الملأُ المزيَّنُ بالمصابيحِ الكبيرةِ حولَ أسوارِ القصورِ تهيّؤوا للفتحِ / إنّ أميرَكم أوصى بفديةِ / كلِّ بيتٍ من بيوتِ عبيدِه / بفتىً / لكي تفيَ الدماءُ مواسمَ الأعراسِ في أعيادِ ميلادِ المؤيدِ بانتصارِ الجندِ بين قبائلِ الصحراءِ / أوصى بالفداءِ / فمنْ تطوعَ بالزيادةِ زادَهُ عزاً وجاهاً في سجلِّ الخالدينَ بمائِهِ الذهبيِّ فوقَ جدارِ عرشٍ من عدَمْ .
يا أيّها الباقونَ منْ جندِ الفتوحاتِ القديمةِ / زيِّنوا صورَ الذين قضَوا / أعدُّوا ما استطعتُم من رباطةِ جأشِكم / وتقدّموا كالبرقِ نحوَ المجدِ / آمرُكمْ / فهذي الخيلُ تعرفُ كيفَ تمضي للوغى فرسانُها / لا وقتَ للقولِ المقنّعِ واحتمالاتِ المعاني / للجبالِ سراجُ هذا الغيمِ يفتحُ من بيوتِ الخوفِ باباً واحداً / لو شئتُ ما سلّمتُ مفتاحاً / هلمّوا / واتبعوا من قادَكم نحوَ الخلودِ بنهرِه الجاري على حاناتِكم بينَ الحممْ .
يا أيّها المستضعَفون / أزفُّ من فوقِ السجونِ لكمْ أوامرَ زحفِكم صوبَ المقابرَ/ فاقرؤوا ما شئتمُ منْ فاتحاتِ النصرِ فوقَ قبورِ منْ ضحّوا / فهذا النصرُ من صنعِ المقابرِ / فاكتبوا / يا معشرَ الشهداءِ أقدسَ أمنياتٍ / أن تسيرَ دماؤُكم / وتجددَ العهدَ العظيمَ لصاحبِ القصرِ الكبيرِ / فأنتمُ الحراسُ / بابُ السجنِ مفتوحٌ / ومقصلةُ الأميرِ على مدارِ الوقتِ حاميةٌ لمنْ يبدي احتجاجاً / أو يقولٌ بغيرِ علمٍ / فالحروبُ وقودُها الأمناءُ والشجعانُ / لم يبقَ سوى أصواتِكم تستنهضُ الأرواحَ من بينِ الرممْ .
يا أيّها الحكماء / ناموا في مساكنِكم بلا حِكَمٍ / فهذا الوقتُ لا يحتاجُكم / غيبوا فقدْ ورثَتْ قواميسُ العظاتِ كلامَكم / لا يحطمنَّ الجندُ إبداعاتِكم / فالزهدُ خيرٌ من غنائمِ هذه الحربِ الرهيبةِ / زهدُكم خيرٌ على خيرٍ/ كراماً سوِّروا أطباقَكم / لا ناقةً لكمُ بهذي الحربِ أو كبشاً فداءً منْ غنمْ .
يا أيّها الشعراءُ في آذانِكم أصواتُ أحجارٍ وأنهارٍ / وفي أقلامِكم أقوالٌ زورٍ شاهداتٌ / ما استوى الجهلاءُ والعلماءُ / في عرفِ الشهادةِ أيّها الشعراءُ / لا تكفي بحورُ الشعرِ/ هل تحصى شهاداتٍ لكمْ في غيرِ موضعِها ؟ / أيرضى الشاعرُ الحرّ الخيانةَ في الحرمْ .
يا أيّها الموتُ المؤجّلُ / هل أتيتَ على بساطِ حواملِ النيرانِ ؟/ كيف تمجدُ الأرواحَ ؟ / أينَ تروحُ منكَ مدائحُ الشعراءِ / هذي الحربُ منتزهٌ فريدٌ / كلّ بيتٍ من بيوتِ الأهلِ أحضرَ ما يليقُ بعرسِ من عانقتَه / يا موتُ عجّلْ / أنتَ أهونُ من حياةِ الذلِ بينَ الأهلِ / عجّلْ قبلَ أن ينقضّ سيفُ البغيِ فوقَ رقابِنا ويدوسَنا السلطانُ دهساً بالقدمْ .