علي بن بدر البوسعيدي
رحل عنَّا القابوس المُنير جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- رحمة الله عليه- لكن نوره باقٍ في كل بيت وبقعة أنشأها هو معلم من المعالم، استطاع أن يبني عمان وأن ينزل رؤيته في التنمية والنهضة إلى أرض الواقع متفقداً السلطنة بأجمعها وهو يلبي احتياجات التنمية من تعليم وصحة وغيرها وأسس المدارس ودور التعليم والمستشفيات وغيرها من المراكز الخدمية التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية فأصبح التعليم متاحاً في أي مكان في أرض السلطنة، بعد أن كانت في السابق لا تتعدى مدرسة أو مدرستين، كما أنه لم يغفل دور العبادة والمساجد التي تصدح بالأذان في كل مكان في السلطنة.
لقد رحل القابوس المنير بعد أن وضع السلطنة في مصاف الدول التي نهضت بفضل قيادتها الرشيدة التي تكرس كل جهودها من أجل عيش كريم لمواطنيها الذين يتمتعون الآن بمنجزات كبيرة تحققت على مدى سنوات من الجهد والعمل والمثابرة، فكان السلطان قابوس مفجر هذه النهضة التي ننعم بخيراتها الآن
إن النهضة التي نعيش في خيراتها الآن دليل وبرهان على صدقه وحبه لوطنه الذي ترجمه لتطور وتقدم ونماء وبناء، وبرغم كل هذه الإنجازات كان يستمد السلطان قابوس رحمه الله قوته وعزيمته من الدين الإسلامي ويعتبر التمسك به أولى عتبات النهوض إلى غد مشرق ومن أقواله نُشيّد لعمان حضارة عصرية راسخة الأركان على أساس صلب من الدين ومن الأخلاق والعلم النافع، فإنَّ رقي الأمم، ليس في علو مبانيها ولا في وفرة ثرواتها، إنما يستمد من قوة إيمان أبنائها بالله".
أحب المغفور له السلطان قابوس الشعب العُماني وأخلص وبرهن هذا الحب للشعب في تلك النهضة التي انتظمت البلاد وليس غريباً أن يبادله هذا الشعب حباً بحب ووفاء بوفاء وظهر ذلك عندما شيع هذا الشعب العظيم قائده الهمام في مواكب حزينة لهذا الفقد الكبير الذي كان يحفهم بالاحترام وصون حقوقهم، ولكنها سُنَّة الحياة فالموت حق على كل إنسان، نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وهاهي عُمان ماضية على النهج مستندة على المرتكزات التي أرسى دعائمها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه؛ حيث تابع الجميع تنصيب مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم- حفظه الله ورعاه- في انتقال سلس للسلطة.. ولذا كل الدعوات للمقام السامي بالتوفيق وأن يسدد الله خطاه لقيادة البلاد نحو مزيد من التقدم والازدهار.