خلك بعيد وتعال سالم

 

عبدالعزيز بن درويش الزدجالي

 

قبل حوالي ثلاثة أسابيع مضت، طويت صفحات ملتقى الأسرة الإعلامية الذي عقدته وزارة الإعلام وجامعة السلطان قابوس، إذ حملت النسخة الثالثة للمتلقى عنوان "إعلامنا عهد يتجدد"، وقد تناول الملتقى ماهية صناعة إعلام المستقبل، وكيف لنا مواكبة الهالة الإعلامية غير المسبوقة بما يتناسب مع الآفاق المستقبلية.

بلا شك تطرقت منابر الملتقى إلى الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك بالنسبة لنا ليس بالحديث الجديد، ولكن ما لفت انتباهي هو دعوة الملتقى لصناع القرار بالمؤسسات سواء الأهلية أم الحكومية إلى تبني ودعم إعلام جديد كسائر بقاع الأرض، والذي يأتي في مقدمته وسائل التواصل الاجتماعي، التي هي الأخرى تغير منظور طرحها، فتلك الوسائل لم تعد تقتصر فقط على طرح ما تهوى ربابنة سفنها، وإنما أصبحت سبلة للتحاور والنقاش والتفاعل.

فمن الملاحظ أنّ المؤسسات التي تواكب التطور الإعلامي عوضا عن التقادم، تقوم ببث المعلومة وتطلب من متابعيها إبداء الرأي حوله، وفي أحيان أخرى تترك مجالا للاستماع إلى الحلول المقترحة، وهكذا يمكننا أن نطلق عليها وسائل التواصل الاجتماعي، لأنّ التواصل يكون بين طرفين اثنين وليس أحادي التفكير، فالحياة أخذ وعطاء وكل يدلو بدلوه، كما أنّ الحوار الراقي هو مفتاح القلوب ومنفذ صريح لكسب العقول الرائدة، فالعجب كل العجب من أنّ هناك بعض المؤسسات لا زالت تتجاهل بعض المحاولات الخجولة التي قامت بها نظيراتها في انتهاج أنجع الممارسات الإعلامية التي من شأنها النهوض بمنظومتها الإعلامية، فهي لا تزال تسبح في فلك (خلك بعيد وتعال سالم).

غير أنّ الحقيقة هي أنّها تغوص في بحر (مكانك سر) ولا أدرى إلى متى؟ ستظل تراوح في مكانها، خاصة في ظل الصمت الحنون من قبل الجهات المعنية بالشأن الإعلامي والاقتصار فقط على النصح والإرشاد، عوضا عن رسم خارطة طريق؛ تحث تلك الجهات الخاملة على تحريك مياهها الراكدة.

تعليق عبر الفيس بوك