مدرين المكتومية
تحتفل شرطة عمان السلطانية في الخامس من يناير من كل عام بيومها السنوي، وهو ليس احتفالا فقط لمنتسبيها، وإنما احتفال لعُمان الأمن والأمان، احتفال لكل وعد ردده حماة الوطن وحملوه على عاتقهم من أجل عمان وسلطانها ومن أجل شعبها، وقبل أن أخوض في التطور الذي شهدته قطاعات شرطة عمان السلطانية، فدعوني قليلا أتحدث عن أفراد الشرطة الذين قدموا أنفسهم وأرواحهم فداءً للوطن والمواطن؛ ففي اللحظة التي ننام فيها تحت سقف منزل آمنين، ولا ينتابنا الخوف من أي شيء قد يحدث، هناك غيرنا من هؤلاء المخلصين الذي تظل أعينهم مفتوحة طوال الليل، دون تذمر أو استياء، مؤمنين برسالتهم، لننام نحن وهم يسهرون على راحتنا وحمايتنا من أي مكروه قد يحدث.
وعندما أتحدث عن رجال الشرطة، فإنني يجب أن أتطرق للإنسانية التي يحملونها؛ فمهما تطلب منهم العمل التعاطي مع القضايا والمواقف الإنسانية فإنهم يقدمونها بكل حب وامتنان، وفي أي وقت ومكان؛ ففي الأنواء المناخيه مثلا لولا رجال الشرطة لشهدنا وفيات لا تُعد ولا تُحصى، لكنهم كانوا في الخدمة وعند الإشارة لم يلبثوا ساكنين منتظرين أن تهدأ الأجواء، أو أن يتوقف المطر، بل خاطروا بأنفسهم وأرواحهم حتى لا تفقد عمان أرواحًا من أبناء الوطن الغالي، غير مُبالين بأنفسهم. وكذلك الحال عند الحوادث وعند تعطل إشارات المرور أو في الازدحامات الخانقة وتحت حرارة الشمس يقفون بكل شموخ ببدلاتهم العسكرية، قائمين بدورهم دون تردد، ليس هذا فقط؛ فالحق يقال حتى في الأماكن النائية تواجدهم حاضر وبقوة، خاصة في أوقات جريان الأودية، ولا يمكن أن ننسى أولئك الذين رحلوا عن عالمنا وهم يؤدون واجبهم تجاه الوطن ليكونوا شهداء وفداءً لعمان الغالية وتلبية لنداء الوطن.
قد لا يكفي مقال لنكتب فيه حول كل الإنجازات التي تقدمها شرطة عُمان السلطانية، لكنني يمكن أن أركز على جوانب بعينها؛ ومن هنا أخص التطور الذي شهده القطاع خلال السنوات الأخيرة من خدمات إلكترونية متقدمة، وسرعة في إنجاز المعاملات، وافتتاح العديد من مراكز الشرطة في مختلف الولايات والمحافظات؛ الأمر الذي يعطي مؤشرات حقيقية على الخطوات السريعة والجبارة نحو وجود خطة وإستراتيجية واضحة ليكون هذا القطاع في المقدمة دائما، وبرؤى استشرافية واضحة تعكس دور الإدارة العليا وإشرافها المباشر على كل الخطط الموضوعة، ومدى نجاح تنفيذها في الوقت والزمن المحدديْن لها.
وما يُمكنني أن أشير إليه أننا نتمنَّى فعلا أن تحذو الكثير من القطاعات حذو شرطة عمان السلطانية على مستوى الخدمات، وعلى مستوى الإنجاز، وعلى مستوى كفاءة الأفراد، وأن يكون الهدف الأسمى عُمان، للوصول بها نحو مصاف الدول المتقدمة.. ولله الحمد، نحن الآن وبفضل صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتحت حكمته وقيادته، فإننا دولة سلام وأمان، ينام فيها المواطن والمقيم دون خوف من أي مكروه يحدث، ولأن تلك الحكمة انعكستْ على دور القطاعات، فإن شرطة عُمان السلطانية حققت الكثير، وتجاوزت مراحل كثيرة لتصل بنا إلى ما نحن عليه اليوم من أمن وأمان وخدمات أمنية متقدمة لا يسعنا فيها إلا أن نقول لشرطة عمان السلطانية: شكرا لكم حماة الوطن في أي مكان على هذه الأرض الطيبة.