"توجان" طفلة يمنية ملأت الدنيا وشغلت الناس

...
...
...
...

زهور سليمان | اليمن

 

كيف تحولت "توجان" من فتاة ريفية  تمتطي حمار الماء إلى نجمة على مواقع التواصل؟!

قبل أن تندلع الحرب في اليمن في مارس من العام 2015م كانت فتاة ريفية بسيطة تعيش في إحدى القرى النائية بمحافظة ذمار 70 كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء تكابد شظف العيش وتنقل الماء على حمارها كأقرانها من الفتيات الصغار اللائي لا تتجاوز أعمارهن الـ12عاما

إنها الطفلة توجان البخيتي ذات الـ17ربيعا والتي أجبرتها ظروف الحرب على الرحيل من الوطن برفقة أسرتها وماهي إلا سنوات قليلة حتى صارت نجمة شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وذات أفكار تحررية ورؤى لم يألفها مجتمع قبلي ومحافظ مثل اليمن وحتى بعض  بلدان المنطقة التي رأت في أفكارها خروجا عن سياق تعاليم الدين الحنيف ومنها موطن لجوئها مملكة الأردن التي قررت مؤخرا فصلها من مدرستها هناك حتى لا تفسد أو تسمم أفكار قريناتها من الطالبات حسب توضيحات المدرسة وهو ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والثقافية في كل من اليمن والأردن؛ بل امتد ذلك الجدل ليشمل بعض بلدان المنطقة حيث أبدت الفعاليات الثقافية والفكرية تضامنا واسعا مع الطفلة توجان ومنهم من رأى فيها شمعة مضيئة سطعت وسط ليل حالك يخيم على سماء اليمن وربما نموذجا يحتذى من قبل ملايين النساء في هذه البلاد التي تحكمها أعراف وتقاليد قبلية تضع المراة دائما في أدنى المراتب.

ونشرت الطفلة توجان على صفحتها في الفيس بوك صورا لها عندما كانت في قريتها في ذمار وتظهر فيها وهى منقبة وتلبس ثيابا رثة وقد امتطت حمار الماء قبل أن تنشر صورها الحديثة بعد أن عاشت بضع سنوات في الأردن حيث وجدت بيئة معيشية أفضل نسبيا من بلادها لتظهر الفروق الهائلة التي طرأت على حياتها الجديدة ما جعلت الكثير من المثقفين في اليمن إلى دعوة اليمنيات إلى جعل توجان ملهمة لهن ومحفزة لقيامهن بثورة عارمة على العقليات والأعراف المتخلفة التي تحكم البلاد منذ مئات السنين وجعلت منهن مطايا ومسخرات لخدمة هذا المجتمع الذكوري المتخلف.

بدأت توجان وهي ابنة السياسي اليمني المعارض علي البخيتي نشاطها الفكري والاجتماعي قبل بضعة أشهر ببث فيديو مباشر عبر  الفيسبوك وظهرت فيه خجولة وطغت ضحكاتها على كلامها ومع ذلك حقق الفيديو أعدادا قياسية للمشاهدات تجاوزت المليون مشاهدة لتدشن مرحلة جديدة عنوانها الشهرة والسطوع في عالم المؤثرين في المجتمع اليمني وتدعى “توجان البخيتي”، وذلك عقب فصلها من قبل مدارس “الجزيرة” الخاصة.

ومؤخرا أصبحت توجان البخيتي الحديث الطاغي على مواقع التوصل الاجتماعي وبدأت القصة عندما أكدت على صفحتها بالفيس بوك أنها تعرضت للتهديد بالفصل النهائي من قبل إدارة المدرسة الأهلية التي تدرس فيها بالعاصمة الأردنية عمان.

 

تعليق عبر الفيس بوك