وصف النظام القضائي بالمتحيز.. وبيروت وباريس تتبرآن

رئيس "نيسان" السابق يفر من اليابان بـ3 جنسيات

عواصم - رويترز

وَصَل رئيس "نيسان" المُقال كارلوس غصن إلى منزل طفولته في لبنان، أمس، بعدما فرَّ مما وصفه بالنظام القضائي المتحيز في اليابان؛ مما أثار تساؤلات عن كيفية فرار أحد أكثر المسؤولين التنفيذيين شهرة في العالم من اليابان قبل أشهر من محاكمته؛ حيث لم يتَّضح بعد كَيْف تمكن غصن -الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والبرازيلية واللبنانية- من تدبير هروبه من اليابان؛ نظرا لخضوعه لرقابة شديدة من جانب السلطات أثناء الإفراج عنه بكفالة وتسليمه لجوازات سفره.

وتمثِّل مغادرة غصن المفاجِئة أحدث تحول كبير في ملحمة مستمرة منذ عام هزت صناعة السيارات العالمية وعرّضت للخطر تحالف نيسان موتور وأكبر مساهم فيها رينو، وسلّطت الضوء بشدة على النظام القضائي الياباني. وفي حين مثَّل اتهام غصن العام الماضي بارتكابه مخالفات مالية سقوطا مدويا له في اليابان، فلا يزال يحتفظ بشعبية كبيرة في لبنان؛ حيث وضعت لوحات إعلانية كبيرة وقد كُتب عليها "كلنا كارلوس غصن" وسبق وظهر على طابع بريد.

وأقالت نيسان غصن، قائلة: إنَّ تحقيقاتها الداخلية كشفت عن مخالفات من بينها إخفاء حقيقة راتبه عندما كان مديرها التنفيذي، وتحويل 5 ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به. وكان غصن قد أُلقي القبض عليه بعد فترة وجيزة من هبوط طائرته الخاصة في مطار بطوكيو في 19 نوفمبر2018، وهو يواجه 4 تهم، ينفيها جميعا، تشمل إخفاء الدخل والتكسب من مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.

وليس لدى اليابان معاهدة لتسليم المجرمين سوى مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بحسب وزارة العدل اليابانية، وهو ما يَعني أن من الصعب إجبار غصن على العودة لطوكيو كي يمثل للمحاكمة.

وقال غصن (65 عاما) -في بيان مقتضب: "أنا الآن في لبنان، ولم أعد رهينة لنظام قضائي ياباني متحيز؛ حيث يتم افتراض الذنب والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية والتمييز متفش. لم أفر من العدالة... لقد فررت من الظلم والاضطهاد السياسي.. يمكنني أخيرا التواصل بحرية مع وسائل الإعلام".

وكان مسؤولو طوكيو قد نفوا أن يكون النظام غير إنساني، وقالوا إن غصن -الذي يواجه محاكمة في اتهامات بمخالفات مالية ينفيها- يُعامَل مثل أي مشتبه به آخر.

وذكر مصدر بوزارة الخارجية اللبنانية أن غصن دخل لبنان بطريقة مشروعة بجواز سفر فرنسي، وباستخدام بطاقة هويته اللبنانية في التعامل مع الإجراءات الأمنية العادية. وسُئلت وزارة الخارجية الفرنسية عما إذا كان غصن استخدم جواز سفر فرنسيا، فقالت إنه ليس لديها تعليق في الوقت الحالي. وقالت بانييه رونيشيه لإذاعة فرانس إنتر، إنه لا أحد فوق القانون، ولكن غصن سيكون بوسعه الحصول على المساعدة القنصلية الفرنسية كمواطن فرنسي.

وذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية أنَّ سلطات الهجرة لم تسجل مغادرة غصن للبلاد. وقالت الهيئة -نقلا عن مسؤول أمني لبناني لم تحدِّده- إنَّ رجلا يُشبهه دخل مطار بيروت الدولي باسم مختلف. وأبلغ جونيشيرو هيروناكا -أحد أعضاء فريق الدفاع عن غصن- الصحفيين بأنَّ جوازات سفره الثلاثة في حيازة محاميه.

تعليق عبر الفيس بوك