غبش ساكن

 

عبد الله الجيزاني| لندن

 

لا أدري

إن تشفع لك

تلك اللهفة الممتلئة حنان

وأنتَ تبحث بين ركام السنين

فهل يجود الزمن؟

وتجد مبتغاك هناك

عبق الحكايات

 الزاخرة بالورود

المتناثرة على الممرات الذابلة

بحضن المقاعد الخشبية

أو على الحشائش المشبعة

 أهات العشاق

لو تسعفك الذاكرة

وتلم كلماتك المنسيات هناك

لكي تعبر إلى عمق الرؤيا

كالضوء السابح في فضاءٍ

يضاهي نجمة

ويؤمي لولادة فجر

يخرج من زقاق الليل

يستبيح خلوتك

ويطارد الغبش الساكن

تجاويف القلب المنهك

يستميل ود السهر

الندي بداخلك

لكي يزور وحدتك

تنثر عطر الهال

وتشدواً الألحان لقدومها

ربما هذه المرة

ستشفع لكَ

وهذه ليست كسابقاتها

أنتَ ستمضي

تمضي مسرعاً

تواجهكَ حالة من الذهول

لا تتمادى

عندما تصطدم رغباتكَ

 بعقبات شائكة

تقيد حواسكَ 

وتجعل الأرض

تنوء من تحت أقدامك

لا تبتعد أكثر

 مما تحلم به

لأنكَ ستبقى تأمل

أن تشفع لك

فقد كانتَ بالقربِ منكَ

ولم تصل اليها يداكّ

فمن أين لكَ أن تعرف

أنها ستشفع لكَ؟

 

تعليق عبر الفيس بوك