عقد من التميز

 

علي بن بدر البوسعيدي

عشر سنوات مرَّت منذ صدور العدد الأول من جريدة الرؤية، هذه المؤسسة الصحفية الرائدة على مستوى المشهد الإعلامي العماني، والتي تمثل واحدة من أعمدة الصحافة في عُماننا الغالية، إنه عقد من التميز والإبداع والتفوق، بفضل فريق العمل المُثابر خلف الإدارة الواعية والمستنيرة للأخ والصديق المكرم حاتم بن حمد الطائي، الذي استطاع أن يقود هذه المؤسسة وسط تحديات كبيرة وصعبة.

ارتباطي بجريدة الرؤية لا ينبع فقط من كونها الجريدة الأفضل بالنسبة لي، بل لأنني أشهدُ كثيرا على طبيعة العمل اليومي فيها، وألاحظ القدر الكبير من العمل والاجتهاد الذي يقوم به العاملون فيها، بجانب الجهد الكبير الذي يبذله المكرم رئيس التحرير في دفع عجلة الإنتاج بهذه المؤسسة المُتميزة. و"الرؤية" تحتفظ في داخلها برونق خاص دائمًا ما يثير إعجابي، ألا وهي الطاقات الشابة التي تستلهم قوتها من وحدتها داخل بيئة العمل، وكلما أزور الرؤية وأقف على العمل فيها، أتمنى لو أنَّ مؤسساتنا في القطاع الخاص تعمل بنفس الوتيرة، فقد حقق الطائي المعادلة الصعبة وهي: عدد غير كبير من الموظفين مع إنتاجية كبيرة للغاية.

فجريدة الرؤية ومنذ أن وضعت أقدامها على الساحة الصحفية العمانية، رسمت لنفسها نهجاً لا تشبه فيه أحدا، فأطلقت منذ البدايات الأولى "إعلام المبادرات" وساعدت العديد من شبابنا المخلص في أن يتبوأ مكانته الوظيفية، سواء داخل الرؤية بالدعم والتحفيز المستمرين، أو خارج الرؤية، حيث ساهمت الجريدة في تخريج أعداد كبيرة من الشباب العماني المؤهل في عالم الصحافة، ولا تزال تفعل، في ظل ما تقدمه من دورات تدريبية لطلاب الجامعة، وتحفيز للموظفين الجُدد في كل عام.

وعندما اتحدث عن إعلام المبادرات، أجد هذه الزاوية محدودة ولن تستوعب كل ما أود ذكره، لكني سأكتفي بإبراز عدد من المبادرات، وعلى رأسها جائزة الرؤية لمُبادرات الشباب، التي احتفلنا بتتويج الفائزين بها منتصف ديسمبر، وهي جائزة مرموقة تسهم في صقل مهارات الشباب وتساعدهم في التعرف على أبرز مجالات التقنية والتقدم من خلال ما يتم تنظيمه من ورش عمل ومحاضرات متخصصة يقدمها الخبراء كل في مجاله، وقد كان لي شرف حضور عدد كبير من هذه الورش والفعاليات المصاحبة للجائزة. وحقيقة لمستُ الكثير من الإنجاز والإبداع، وشاهدتُ شبابا مخلصين يأملون أن يرسموا غد عُمان المشرق بسواعدهم الفتية. رأيت في تلك الورش تفاعلا وتناغما بين مجموعات العمل من الطلاب الراغبين في تعلم علوم المستقبل، حيث ركزت هذه الورش على مجالات الإلكترونيات والروبوتات وإنترنت الأشياء والطاقة المتجددة.

كما أخص بالذكر هنا منتدى الرؤية الاقتصادي، الذي بات يشكل منصة حوارية مثمرة تجمع الخبراء والمتخصصين في المجالات الاقتصادية، لتناقش التحديات وتطرح الحلول المثلى، في صورة توصيات إلى جميع من يهمه أمر اقتصادنا الوطني. ومن بين مبادرات الرؤية، مبادرة مكتبة السندباد المتنقلة للأطفال، والتي اعتبرها أحد أهم المبادرات الفكرية والثقافية على مستوى السلطنة، فهذه المكتبة المتنقلة تنشر نور العلم والمعرفة في ربوع عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وتضيء للأطفال بمشاعل المعرفة طريقهم نحو النجاح، وكل ذلك بجهود مخلصة تؤمن بحق أطفال عمان في التعلم والاستزادة من الكتب التي هي خير جليس.

واختتم هذه السطور، بدعوة أبنائي وبناتي في عُمان قاطبة إلى التميز في العمل ومواصلة الاجتهاد في العمل، من أجل أن نساعد في بناء عُمان التقدم والرخاء تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المُعظم- حفظه الله ورعاه-.