البحرية السلطانية تواصل استعداداتها لورشة "القيادة والابتكار في المجال الصحي"

مسقط - الرؤية

تُوَاصِل البحريَّة السُّلطانية العُمانية استعداداتها لتنظيم النسخة الثانية من ورشة "القيادة الابتكارية في المجال الصحي - مسقط 2020" خلال الفترة 2-4 فبراير 2020م؛ وذلك بمشاركة كل من وزارة الصحة، والمجلس العماني للاختصاصات الطبية، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، والخدمات الطبية للقوات المسلحة، والخدمات الطبية بديوان البلاط السلطاني، والخدمات الطبية بشرطة عمان السلطانية، وبالشراكة مع جامعة هارفارد ميسي الأمريكية.

ويهدف القائمون على تنظيم هذه الورشة إلى إيجاد البيئة المشتركة للخبرات ذات الكفاءة المتميزة في مجال العمل الإداري والقادرة على مواكبة التطورات الحديثة، وبما يمكّنها من الاستجابة وبفاعلية للمتغيرات المتسارعة في بيئات الأعمال بشكل عام، وبيئة العمل الصحي بشكل خاص؛ مما سيُسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية.

وتعدُّ القيادة في القطاع الصحي من العوامل الأساسية المؤثرة في نجاحه لتحقيق الأهداف ورفع مستوى الخدمات وزيادة مستويات الكفاءة في الأداء بشكل عام مع ما يتناسب وتطلعات الحاصلين على الخدمات الصحية المقدمة. وتُسهم القيادة الصحية الناجحة مع مختلف أنماطها في تحقيق أهداف العمل في القطاع الصحي. وتلعب القيادة والإدارة الصحية الناجحة دوراً مهمًّا في الإشراف والتنظيم والتوجيه لتوظيف الأفكار الحديثة والتطبيقات الإدارية المعاصرة في الوصول بمستوى الخدمات المقدمة لأفضل المستويات الممكنة، حيث إنها تتضمن التحديث المستمر للأدوات والمعدات وتطوير المنظومة الإدارية وتوظيف الأدوات التكنولوجية الحديثة في العمل الإداري، كما أن تطوير مهارات وقدرات العاملين في تقديم الخدمات الصحية والحرص على إكسابهم أفضل الخبرات التي تمكنهم من تقديم الخدمات الصحية الجيدة. وتساعد القيادة على مواجهة أبرز التحديات المستمرة في تحسين جودة الخدمات الصحية مع تزايد الطلب عليها وعدم توافر الموارد المالية التي تغطي احتياجات كافة الراغبين بالاستفادة من تلك الخدمات.

ويُعرف الإبداع بأنه القدرة على ابتكار الأفكار وحل التحديات الصعبة واستثمار الفرص الجديدة؛ لذلك يعد الإبداع أحد المتطلبات الرئيسية في الإدارة المعاصرة، إذ لم يعد كافياً إنجاز الأعمال في المؤسسات على اختلاف أنواعها بالطرائق التقليدية؛ لأن الاستمرار بها يؤدي إلى الفشل، فمن أجل بقاء المؤسسات واستمرارها، يجب أن يكون الإبداع والتجديد من السمات المميزة لها.

ويعدُّ التفكير الإبداعي مهارة أساسية يجب أن يتمتع بها الموظفون العاملون في القطاعات الصحية، وإن عملية تنمية التفكير الإبداعي مرتبطة بأربع سمات شخصية رئيسية للقائد؛ هي: الرغبة في التعلم والنمو، والقيادة والتحفيز الذاتي، والمخاطرة والسعي للاكتشاف، والنشاط الاجتماعي والتواصل، وأن الإبداع ليس مهارة فطرية فقط بل مهارة مكتسبة ويمكن تعلّمها، إذ يمكن للقادة في المجال الصحي تعزيز مهارة "التفكير الإبداعي" مع الوقت.

تواجه القيادة الصحية العديد من التحديات والتي من أهمها: الوصول المحدود إلى المعلومات، ومحدودية الموارد مثل الوقت والمال، ورفض التغيير، وتجنب المخاطرة، وإن تجسير فجوات بين تصورات القادة والعاملين في الخطوط الأمامية في القطاعات الصحية خطوة كبيرة لتعزيز النجاح في البحث عن طرق عمل جديدة بهدف تغيير أنظمة الرعاية، وأيضا تحسين نتائج المرضى مما يساعدعلى الفهم الجماعي لما يمكن القيام به لزيادة التركيز في البحث عن ابتكارات فعالة في الرعاية الصحية، وتوفير إرشادات مفيدة للقادة الإداريين والعاملين في الخطوط الأمامية في الرعاية الصحية الذين يسعون إلى إدخال التحسينات على نظمهم الصحية، فالطلب المتزايد على الخدمات يولد ضغطاً مستمراً على تحقيق أهداف الأداء الوطني.

وينبغي على العاملين والقادة في الرعاية الصحية أن ينفتحوا على مصادر متعددة في مجال الابتكار، فالمرضى قد يطرحون أفكارا مناسبة وذات صلة لتحسين الرعاية الصحية المقدمة، ويجب بذل جهد إشراك الموظفين المبتدئين في عملية الأبتكار عن طريق تقديم معلومات وتقارير مختصرة منهجية لتحسين الخدمات الصحية، لأن العاملين في الخطوط الأمامية الذين يشغلون مناصب إدارية تكون لديهم على الأرجح أفكار مبتكرة ويكونون قادرين على المواءمة بين الاحتياجات السريرية والإدارية، ولكنهم قلما يستطيعون تطويرها أو تنفيذها، كذلك بناء شبكات فعالة مع زملائهم لتبادل الخبرات والممارسات، وتنظيم حلقات عمل أو مؤتمرات سنوية لمناقشة كيف تتم معالجة التحديات المستجدة.

تعليق عبر الفيس بوك