لا تغادر

 

رشا فاروق (ابنة النيل)

 

لا تغادر

فأنا ربيبتك العطشى

وضفائري التي ربيتها

كزنابق حالمة،

مذ الف سنة وسنة

تأبى أن تفك وثاقها،

يا رجلا

اقتحم صومعتي

إنّى أرفع قبعتي

وقلبي يخز بميراث الحروق،

مدينة حزن أنا

ابتلعت مآذنها

ولاح بين كفيها

ركام ملون بالنزيف

في كل لحظة حكاية لاتنتهي

وتباريح لذيذة

تسطو على أحلامنا الآتية،

عميق الدجى ليلي

محفور على جدرانه

عتاب أمسيتي الأخير

وعشش هواه

في رحلة الماء

****

 

راحلة نحو غابات عيونك

كيمامة الغسق المحترقة

ألملم ذاتي المهدورة

على مسافة حلم جريح

اتغلغل في مساماتك

وأهدهد الوقت  الباكي

لأعبر نحو ضفة النور

على صفحات قلبي البيضاء

محوتُ ظل الماضي

بممحاة مغفرتي 

وألسنة عشقي...

انطلق كفراشة  خرجت للتو من شرنقتها

ترفرف ككلمات قصائد الغزل

في مواسم حبِّ ضائعة

بين الفصول الغريبة 

وأراقص نبضات النسيم

كأمواج النيل السارحة

على أنغام حنيني

***

 

اللقاء زورق أمل يسبح في الوجدان

يتوقد فى نهر عينيك الساحرتين  

يبسطُ أجنحة أفق بعيد

يحرر لآلئ الحب من عتمتها

 فتضيء شواطئ النبض الراسي

كذكرى على ميناء مخيلة بريئة

وتسكب شهدها فى دمي

تضج أوردتي بجمر اللهفة

توقظ نوارس الروح

لتحلق في نشوتها

بين فنارات ثغري

المتطلع لشروق ملامحكَ الغائبة

ها انا أتحسس عطرك

بين طيات المسافة

بشهقات فرح متتالية

لهفة...

لهفة...

تعليق عبر الفيس بوك