ما بعد عاصفة القدر

 

حمد بن صالح العلوي

 

على مسرح الحياة حكايات وقصص مُفرحة ومُحزنة فمن كانت أيامه ليله ونهاره في فرح ودعة فليحمد الله ومن كان غير ذلك فليستغفر الله فربما أوقع نفسه في الشَرك.

والأقدار إما أن تكون خيراً وإما أن تكون شراً، فإن كانت خيراً فالله الحمد والشكر وإن كانت غير ذلك فليُعيد كل فرد منِّا حساباته وليستغفر الله وعليه رفع كفيه إلى السماء داعيًا ربه متذللاً منكسراً.

أما يعلم هذا الإنسان الضعيف أن قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه عذاب من أقرب الناس إليه لكن نرى عليه الصلاة والسلام يرد "اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون" .

قارئي العزيز..

وفي السيرة أنَّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال يوما ناصحا ومرشدا لابن عباس رضي الله عنه: ألا أعلمك كلمات.. احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل لله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".

 ومن قصص الواقع التي تدور أحداثها مع فلك الأيام أبطالها الأب وأفراد أسرته .

 حدثني بطل القصة وهو أحد أصحابنا تفارقنا ما يُقارب 35 سنة حيث رن هاتفي ذات مساء أخذته وإذا بصوت غريب لم أسمعه من زمن فبعد السلام وسؤالي عن أحواله ذكرني به قائلاً معك فلان بن فلان.

عرفته نعم لله الحمد وبعد أيام بادر بالاتصال ثانية وسرد لي حكايته.

قارئي العزيز..

بدأت الحكاية في شهر يونيو من عام 2018 بينما الأسرة التي اعتادت على أن يكون صباحها فرحة ومساؤها فرحة وليلها فرحة يعيش أفرادها بقلب واحد إنه الأب بل حنو الأب الذي دوماً يرسم السعادة على وجوه الأبناء بحنوه وابتسامته ظاهرة بينة على محياه لا تعرف الزيف أو الخداع لم يره الأبناء يومًا عابس الوجه، يدخل البيت ينثر رحيق الحنان الأبوي فتضيف عليه الأم بلسم السعادة.

قال مُحدثي وخديه تنحدر منهما دموع الحسرة والندم إنه الأب الصادق مع من حوله ومرت الأيام والشهور والأعوام كبر الأولاد وازداد الأب والأم شباباً بقلوبهم الناصعة البياض وصارت البنات عرائس وفي يوم من الأيام تقود الفرحة خمسة من أفراد الأسرة ذاتها إلى حيث ينتظرهم القدر وبينما هم عائدون من رحلة السعادة وقد حجزوا لابنتهم الصغرى أسماء موعد الفرح وإذا بشاب متهور ساقه القدر إليهم وفي نقطة القدر تنحرف مركبة الشاب نتيجة سرعته الجنونية فيصدم سيارة الأسرة الوديعة فتصاب البنت العروس أسماء بعد أن تدخلت عناية الله فانقذت أفراد الأسرة الخمسة من هلاك مُحقق.

 فرحة ما تمت امتزجت بمعاناة إصابات أسماء فيدخل الأب الحنون في نفق المحاكم ومراكز الشرطة ومكاتب الادعاء العام وتستمر القضية سنة كاملة.

وأسماء تتساءل: هل سيرغب العريس في الزواج من بنت تشوهت بسبب حادث وقدر لا ناقة لها فيه ولا جمل ولكن مشيئة الله أيها الأحبة.

 واختتم الأب الحزين بقوله(وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان).

همسة..

نسأل الله العون والصحة والعافية وأن يلهمنا الصبر ويُعيننا على مصائب الدهر ويحفظنا من كل سوء ويُبعدنا من كل هم وكدر.