الرؤية.. عقد من النجاح

حمود بن علي الطوقي

تحتفل جريدتنا الغراء الرؤية بمناسبة مرور عقد من الزمن على صدورها؛ حيث صدر العدد الأول ودشنت العدد الأول في 25 ديسمبر 2009، في احتفالية اعلامية جميلة بفندق جراند حياة مسقط تحت رعاية معالي احمد بن عبدالنبي مكي وزير الاقتصاد الوطني آنذاك..

مرت العشر سنوات سريعا وحققت خلالها الجريدة إنجازات يشار إليها بالبنان، وأتذكر البداية الأولى لإصدار الجريدة؛ حيث قرر المكرم حاتم الطائي أن يوسع من منظومة مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر التي كانت تصدر مجلة الرؤيا ومطبوعات أخرى في مناسبات مختلفة، وكان القرار شجاعا بإصدار جريدة اقتصادية يومية اختار أن يكون اسمها "الرؤية".

وضع الأستاذ حاتم هذه الطموحات والتطلعات لإصدار هذه الجريدة لتكون إضافة جديدة للمنظومة الإعلامية في السلطنة، وكانت الأدوات التي يمتلكها الطائي بسيطة ومتواضعة وهي عبارة عن مكاتب مستأجرة بالخوير، وكان مكتبي في مجلة الواحة مجاورا لمكتب الرؤية، مما مكنني أن أشهد على وضع اللبنات الأولى لهذه الجريدة الوليدة.

صداقتي مع الأستاذ حاتم فتحت لي الأبواب لأكون شاهدا على ميلاد هذه الجريدة، وأذكر أننا كنا نجلس على ضفاف بحر عمان وتحديدا على شاطئ القرم نناقش الأفكار التي يمكن أن تميز الجريدة في حالة صدورها، كان الفريق الإداري للجريدة محدود العدد لكن يحمل أفكارا جميلة ومتطورة. وكان رئيس تحرير الجريدة الأستاذ حاتم يتقبل الآراء ويضع المهمة على رأس أولوياته.

كنا نقضي ساعات ونحن نشهد ميلاد العدد الصفري، وكانت الأفكار كثيرة ومتشعبة، لكن كان حسن اختيار هذه الأفكار في وضع ما يناسب إعلامنا مع الابتعاد عن التقليد، وبما لا يعود بالنفع على صناعة الصحافة.

مضت الأيام والشهور بكل تجاياتها سريعا ليحن موعد التدشين الرسمي للجريدة وبانتظار وشغف كبير من قبل الجمهور والقراء، وقد سبق هذا التدشين سلسلة تعيينات في مختلف أقسام الجريدة وكان الأستاذ حاتم يضع الأولوية لشبابنا العماني الطموح؛ حيث إن صحافتنا بحاجة إلى جيل جديد من الصحفيين يملكون روح الإبداع والتغيير.

هكذا وضع الأستاذ حاتم النقاط على الحروف ليعلن ميلاد جريدة جديدة تنضم إلى منظومة الصحافة العمانية وهي جريدة الرؤية.

صدرت الجريدة في ثوبها الجديد ليستقبلها الشارع العماني بشغف؛ حيث كانت مختلفة شكلا ومضمونا على الجرائد التي سبقتها.

كنت في الفترة المسائية أجلس طويلا مع الأستاذ حاتم وفريق التحرير نضع الأفكار ونشجع الصحفيين على التغطية المتميزة للأحداث المحلية لتبرز الجريدة في كل يوم بانفرادات صحفية وتتميز بالاستطلاعات والتحقيقات الصحفية. وعملت الجريدة على جذب العديد من الأقلام العمانية المتميزة ومنحتهم مساحات لكتابة المقالات التي تناقش القضايا المحلية والإقليمية، وأصبحت صفحات الرؤية متميزة بمحتواها وينتظرها القارئ بكل شغف، لكي يتعرف على مجريات الأحداث في السلطنة والعالم.

شخصيا حجزت مساحة في الصفحة الأخيرة لأكتب مقالا أسبوعيا يحمل عنوان "حقيبة ورق"، وظل هذا المقال يلازمني طوال هذه السنوات العشر؛ حيث تفاعل الجمهور بما أطرحه من أفكار ومناقشات تتمحور حول القضايا المحلية.

مرت السنوات العشر سريعا لتحجز الرؤية بطاقة التميز دون منافس، خاصة عندما أطلق الأستاذ حاتم على نهج "إعلام المبادرات"، وكانت هذه المبادرات نقطة لربط القارئ بكل ما هو مهم ومفيد في عالم الصحافة والإعلام.

... ها نحن نحتفل بمرور عشر سنوات على إصدار هذه الصحيفة المستنيرة والمُنيرة، ولا شك أن شهادتنا مجروحة، لكن من يتابع الجريدة حتما سيدرك أن جريدة الرؤية تدشن سنويا عشرات المبادرات في سابقة هي الأولى من نوعها في الصحافة العمانية والعربية بلا مبالغة.

وتتسع طموحات الرؤية وهي تكمل عقدها بأن أصبحت الجريدة التي تحمل فكرا إعلاميا مختلفا، بإضافة أدوات إعلامية مساندة للجريدة، تواكب التطور في ميدان الإعلام الجديد، وباتت للرؤية الآن منظومة إعلامية متكاملة تضم إلى جانب الجريدة اليومية إذاعة صوت الرؤية الرقمية وقناة "الرؤية TV" على موقع يوتيوب، ونحو 28 مبادرة سنويا.

وختاما.. تحية تقدير وإجلال لربان سفينة الجريدة وجميع العاملين، داعيًا الله عز وجل أن يوفقهم لما فيه خير الصحافة العمانية، وكلنا شغف بما ستطرحه الجريدة من مبادرات خلاقة وواعدة.

الحياة.. رؤية، والرؤية... حياة!