مستحقات المدربين واللاعبين الأجانب

 

محمد العليان

بدأت تطفو على السطح وفي مسابقاتنا المحلية خاصةً كرة القدم ظاهرة أصبحت تحدث في كل موسم، ولايخلو منها الموسم الرياضي بعدد أو برقم معين، وهي ظاهرة المستحقات المالية للاعبين والمدربين وخاصة المحترفين الأجانب من كل الجنسيات المختلفة؛ منها مقدمات العقود أو الرواتب أو المكافآت ولا يخلو نادٍ من ذلك؛ إلى أن تفاقمت هذه الظاهرة وأصبحت عادة سنوية تحدث في كل موسم. والبعض الآخر أصبح يرقع و"يمشي أموره" ولكن في النهاية مازالت نفس المشكلة ولم تحل إلا بحلول وقتية فقط وتعود كما كانت حليمة لعادتها القديمة، وطوال تلك الفترة أو المواسم الماضية وهذه الظاهرة مستمرة في تفاقم وازدياد لم تجد أو لم تتحرك الجهات المختصة كالوزارة أو اتحاد الكرة لإيجاد حلول وتشريعات أو بمعنى آخر لم تطبق هذه الجهات القانون على تلك المخالفات وظلت تجامل. الآن وفي وضح النهار صرّح أو تحدث أصحاب المشكلة عن حقوقهم في الصحف المحلية ووصل بهم الحال إلى الصحف في بلدانهم عما يحدث لهم من مشاكل في عملهم بعدم استحقاق أو إعطائهم مستحقاتهم عن الرواتب، وظلوا يعملون.. منهم من عمل 3 شهور ومنهم من وصل إلى 4 شهور والآخر لم يستلم مقدمات العقود منذ تعاقدهم مع الأندية وظلوا في صراع ومطالبات وشد وجذب من الطرفين، وقد تنتهي هذه المشاكل في المحاكم الدولية وتشويه سمعة الكرة العمانية في ظل تفرج الجهات المختصة وعدم التدخل قبل فوات الأوان.

هناك أكثر من حالة في الدور الأول للموسم الحالي، وتحدثوا بطريقة مكشوفة ونقل صورة سيئة عن الكرة العمانية بصفات لا تليق بسمعة الكرة العمانية وتعاملها مع هؤلاء من المدربين واللاعبين الأجانب المحترفين بالإضافة إلى المشاكل الداخلية لانعكاسات هذه الظاهرة على الأندية من ارتباط في تحضيراتها وفقدان لاعبيها ومدربيها في أوقات هي في أمس الحاجة إليهم، وقد تتأثر نتائجهم في تلك الفترة بعدم الاستقرار الفني في الفريق.

المشهد أمامنا مفتوح في ظل المتفرجين على هذه الظاهرة ولن نعتب على الأندية بقدر ما نعتب على الجهات المعنية كما ذكرتها سابقا بقدر ما أعتب على هذه الجهات، التي لم تقدم أي حلول في ظاهرة أصبحت تشوه الكرة العمانية خارجيا.

ومن هنا نقول أيضا للأندية: لماذا تتعاقدون مع مدربين ولاعبين لن تستطيعوا الوفاء بمستلزماتهم وحقوقهم المالية؟ وأيضا يجب عليكم كأندية تسخير كل الإمكانيات لإنجاح عمل هؤلاء سواء مدربين كانوا أو لاعبين.

إنه أمر مؤسف أن يصل الحال إلى ما وصل إليه.. فالافتقار للقوانين وتطبيقها يشكل أبرز ملامح الضعف والوهن الحاصل في الواقع الراهن إلى ما يعانيه هؤلاء المدربين واللاعبين من صعوبات في عملهم ومواصلة تدريباتهم.

وعلى الوزارة واتحاد الكرة التدخل لإنهاء هذه الظاهرة بالحزم وعدم ترك الحبل على الغارب للأندية حيث إن معظم الأندية تعيش وضعًا مأساويا وبمديونيات كبيرة. وهذه الأندية لم تستوعب الدرس في المواسم الماضية.        

تعليق عبر الفيس بوك