حمود الحاتمي
كنت شغوفا بمطالعة الصحف منذ صغري، ولعل مصروفي اليومي الذي كنت آخذه، كان جزءا منه يذهب لشراء جريدة وقرأت لمعظم الكتاب والصحفيين، وعندما بدأت المنتديات الإلكترونية بدأت أكتب بها بعض المواضيع التي تمس المجتمع وأعبر من خلالها عن رؤيتي، ولم يخيل لي أنني سأكتب في صحيفة.
كانت مقالاتي القصيرة تنحصر في سبلة عمان والمنتدى التربوي وظهر لاحقا الفيس بوك والواتس أب الأكثر انتشارًا.
كنت أسمع عن جريدة الرؤية، وكنت أظنها تنحصر في القضايا الاقتصادية وعالم المال ولم أكن أقترب منها لكوني ليس لي ناقة ولا جمل في هذا المجال؛ إلى أن عرض عليّ أستاذي الكاتب والصحفي الكبير طالب المقبالي كتابة مقال حول نادي الرستاق كان بعنوان "خمسة أهداف في المرمى" كأول مقال لي بجريدة الرؤية، ومن حسن الطالع أنّ هذه الجريدة هي الصحيفة الوحيدة في عمان التي تحصي عدد قراء كل مقال، فكان مقالي يحصد أعلى عدد من القراء، وتمّت استضافتي في إذاعة "هلا أف أم" البرنامج الرياضي حول المقال مما زاد من دافعيتي نحو الاستمرار بالكتابة في مواضيع مختلفة، وكل كتاباتي هي من نبض المجتمع، تناولت قضايا منها سوق الأسماك بالرستاق والطرق الداخلية للرستاق فأصبح القارئ ينتظر مقالي كل يوم ثلاثاء.
دخلت في حوارات مع كتاب الجريدة ورئيس تحريرها المكرم حاتم الطائي، وتعرّفت على توجهاتها أنّها من المجتمع وإلى المجتمع تناقش القضايا بتعمّق وتوجد الحلول لبعض القضايا.
كتبت مقالات تمس تطلعات المجتمع واستجابت لها الجهات المعنية لأنّها ناقشت القضايا بكل وضوح دون إحداث مؤثرات غير محمودة ومنها طريق عبري الرستاق وغيرها من الموضوعات.
مبادرات جريدة الرؤية للشباب من الأحداث الاستثنائية التي ينتظرها الشباب كل عام، والتي دأبت الجريدة على إطلاقها كل عام، وتشمل مجالات متعددة وحرصت الرؤية على إطلاقها والقيام بجولات في محافظات السلطنة للتعريف بها؛ مما أسهمت في تحقيق طموحات الشباب وتطلعاتهم وأن ترى مبتكراتهم ومبادراتهم واقعا ملموسا وقدّمت لهم الدعم والمساندة من خلال الورش التدريبية واللقاءات المستمرة مع خبرات أكاديمية ومهنية تصقل مهاراتهم.
جريدة الرؤية انتقلت من صحيفة ورقية ناقلة للخبر إلى وسيلة إعلامية صانعة للحدث عبر مؤتمراتها ومبادراتها المتنوعة في مختلف المجالات.
وفي الوقت الذي تعاني منه صحف عريقة من أفول بريقها وتوهجها وتراجع أعدادها وحجبت بعض ملاحقها كانت الرؤية تسبق الزمن في تطورها الإعلامي من خلال إطلاق نوافذها الرقمية ومنها إذاعة الرؤية وقناة الرؤية عبر تطبيق إلكتروني؛ لتستمر في العطاء وتكون دائما رفيق المواطن وجزءًا من اهتمامه اليومي وينتظر صناعة حدث جديد من الرؤية.
الرؤية أتاحت الفرصة لكثير من الكتاب كي يظهروا على الساحة من خلال نشر مقالاتهم ولا تزال تناشد الشباب أن يبرزوا كتاباتهم عبر جريدة الرؤية وما تقدمه لهم من حوافز.
كم نشعر بفخر أن نكون جزءا من أسرة الرؤية نطل من خلالها على العالم من خلال مشاركتنا بمقالات أسبوعية نرصد حدثًا ونواكب قضايا مجتمعية ورياضية وتربوية.
الرؤية وهي تكمل عشر سنوات من العطاء وتساهم مساهمة فاعلة في صناعة صحفية متميزة غيرت مفهوم الصحافة، وارتقت بها، واليوم وهي تعبر للمستقبل بخطى ثابتة مرتكزة على ثوابت وقيم لا تحيد؛ مستلهمة من فكر القائد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بحرية الفكر وإطلاق الإبداع ومن إيمان ربانها المُكرّم حاتم بن حمد الطائي رئيس التحرير بأنّ الوطن يقوم بسواعد أبنائه متى ما تمّت إتاحة الفرص لهم.