أحمد السلماني
احتفلت الأسرة الشبابية بالسلطنة ممثلة في وزارة الشؤون الرياضية قبل أيام بتتويج الأندية الفائزة بمسابقة كأس جلالة السلطان المعظم للشباب للعام 2018 والتي توج بها نادي أهلي سداب لأول مرة في تاريخه العريق. وجاء في المركز الثاني نادي السيب، وحل ثالثًا نادي النصر، وفي المركز الرابع نادي صلالة، وخامسًا نادي عبري، ونادي البشائر سادسًا، ونادي صحار في المركز السابع، والثامن نزوى، والتاسع قريات، فيما حلّ نادي صحم عاشرًا ولا عزاء للأندية الـ34 الباقية سوى التصفيق والانتظار عاما آخر لعلها تصنع قدرا جديدا لها.
وتحرص أندية بعينها على استثمار المشاركة في هذه المسابقة التي أراها الأهم على الإطلاق ضمن روزنامة متعددة من المسابقات والبرامج التي تبثها الوزارة طوال العام؛ لتحريك مكنون الأندية والشباب من الطاقات والمواهب، وهي ترجمة حقيقية للرسالة التي أوجدت من أجلها هذه المؤسسة.
وقد شارك 30 ناديا في المسابقة الغالية، ويبدو أن الأندية العشرة الباقية لا تعيرها ذلك الاهتمام رغم أنّ معايير المشاركة تخدمها بشكل كبير في بناء وتأسيس دورة عملها ونشاطها، وبالتالي أداء الدور المطلوب منها في خدمة الشباب والمجتمع بشكل عام.
وهنا أتساءل: لِمَ لا تلقي بعض الأندية بالا لهكذا مسابقات مهمة عائدها المعنوي والمادي مجز جدا ويمكن توظيفه في إنعاش برامجها وتطويرها وبالتالي أداء الرسالة كما يجب؟ اعتقد جازما أنّها لا تملك المقومات والإمكانيات للمشاركة وقد استسلمت لقدرها واستكانت لوضعها المزري من حيث ضعف الإمكانيات وبعضها لا زال ينفض غبار الكساد لسنين خلت من التيه والتراجع في كل شيء.
ويكثر الحديث دائما عن أن الدعم في المجال الرياضي محدود، إذا ماذا عسانا أن نسمي مثل هذه المسابقات التي يتم فيها تكريم صاحب المركز الأول بالكأس الغالية ومبلغ 30 ألف ريال فيما يستلم صاحب المركز العاشر 12 ألف ريال، وهنا نقول أين هي الأندية صائدة الجوائز؟ وقس على ذلك باقي المسابقات والبرامج التي تطلقها الوزارة في كافة المساقات الرياضية والثقافية والشبابية، هذا على مستوى المؤسسات. وماذا عن الأفراد وإبداعاتهم؟ كل يوم تطالعنا وسائل الإعلام عن كرنفالات التكريم حتى أبطال الوهم كان لهم نصيب منها.
نبارك لنادي أهلي سداب العريق عودته للواجهة من بوابة كأس جلالة السلطان قابوس للشباب بعد أن أتقنت إدارته الشابة فن الإجابة لكل من شكك في إمكانيات هذا النادي، وحضوره بالمنظومة الرياضية والشبابية، هذا النادي قام بتفعيل عدد كبير من الرياضات وفاعل ثقافيا واجتماعيا، وكذلك بقية الأندية الفائزة مع تفاوت نسبي، ويحسب للسيب حضوره الفاعل كرقم صعب جدا في منظومة الرياضة العمانية وألف تحية لباقي الأندية المجتهدة.
أمّا تلك التي لم يحالفها الحظ هذا العام فعليها مراجعة أدائها وطريقة إعدادها لملف مشاركتها، كما أتمنى من القائمين على الوزارة إيلاء بند استثمارات الأندية اهتماما أكبر ووضعه على رأس قائمة معايير التقييم.
فربما يتحرك بين أروقتها ما يوقد جذوة التحدي مع ذواتها أولا قبل المشاركة في السباق لنيل هذا الشرف الكبير ومن ثم التخطيط.