عواصم - الوكالات
أعلنت السفارة الليبية بالقاهرة تعليق أعمالها لأجل غير مسمى لأسباب أمنية اعتبارا من أمس الأحد. ولم تكشف السفارة الليبية عن ظروف وأسباب تعليق العمل فى السفارة، واكتفت بالقول إنّ ظروفا أمنية تسببت فى تعليق العمل بها، غير أنّ القرار يأتي بعد يوم واحد من مطالبة بعض الدبلوماسيين بالسفارة بالانشقاق عن حكومة الوفاق بعد توقيعها اتفاقا بين فائز السراج وتركيا.
وكان عدد من الدبلوماسيين في السفارة الليبية بالقاهرة قد أصدروا بيانا قبل يومين أكدوا فيه انشقاقهم عن حكومة الوفاق، ودعمهم للعملية العسكرية لما يسمى بـ"الجيش الوطنى الليبي" لتحرير طرابلس.
وكان رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال قد التقى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح السبت، وأكّد خلال اللقاء "تفهم مصر للأوضاع في ليبيا، واعتبار مصر مجلس النواب الليبي الجسم الشرعي الوحيد الممثل للشعب الليبي". أمّا صالح فقد أعرب عن تطلعه إلى أن تسخر مصر ثقلها ودورها المحوري الإقليمي لإقناع المجتمع الدولي بعدم جدوى الاعتراف بالمجلس الرئاسى وحكومة الوفاق.
وعلى جانب آخر، اتخذت تركيا خطوة أخرى صوب تقديم دعم عسكري لحكومة الوفاق الوطني الليبية؛ عندما أحيل إلى البرلمان اتفاق ثنائي يشمل بنودا لإطلاق "قوة رد فعل سريع" إذا طلبت طرابلس ذلك.
وكانت أنقرة وطرابلس وقعتا أواخر الشهر الماضي اتفاقا أمنيا وعسكريا موسعا كما وقعتا على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية تعتبرها اليونان انتهاكا للقانون الدولي.
وعلى الرغم من أنّ الاتفاق البحري أرسل إلى الأمم المتحدة للموافقة عليه فإن الاتفاق العسكري أحيل إلى البرلمان التركي. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس "البرلمان سيدخله حيز التنفيذ بعد الموافقة عليه".
ولم يتضح متى سيجري التصويت في البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويوم الخميس، حث خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) قواته على التقدم صوب وسط طرابلس فيما أسماها "المعركة الحاسمة" بعد هجومه على العاصمة الذي بدأه في أبريل لكنه تعثر.
وقال جاويش أوغلو إن ليبيا لم تطلب "حتى الآن" نشر قوات وهو خيار تحدث عنه أردوغان الأسبوع الماضي.
ويمثل الاتفاق الذي سيسمح لتركيا بمساندة الجيش والشرطة في ليبيا أحدث خطوة تركية في شرق المتوسط تثير التوتر مع اليونان ودول أخرى. ونددت تركيا التي طردت السفير الليبي بسبب اتفاق الحدود البحرية بتنقيب تركي جديد عن الغاز قبالة ساحل جزيرة قبرص المقسمة.
وتنص الاتفاقية التي أرسلت إلى النواب الأتراك على أن طرابلس قد تطلب مركبات وعتادا وأسلحة لاستخدامها في العمليات البرية والبحرية والجوية. وتنص أيضا على تبادل جديد لمعلومات المخابرات. والتقى جاويش أوغلو برئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا فائز السراج في الدوحة أمس السبت وناقش معه التعاون في منطقة شرق المتوسط.